responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النجف الأشرف( الجزء الاول) المؤلف : كاشف الغطاء، صالح    الجزء : 1  صفحة : 36

والمناقشة الحادة لمدة أكثر من ثلاثة أيام كادت أن تتحول الى شقاق بعيد بين المسلمين. كان بعض المطالبين بتوزيع الأرض المفتوحة يصدرون عن حب الجاه والسلطان وعن حرص على ما يمنحه امتلاك الأرض من سطوة وبعض ما كلن عن طمع! بل كان منهم من يصدر عن ورع، ذلك أنهم تورعوا عن مخالفة السنة الشريفة فقد شهدوا رسول الله (ص) حين فتح الله عليه أرض خيبر، يقسم الأرض على الفاتحين، بعد أن يأخذ منها الخمس لمصارفه كما نصت الآية الكريمة في سورة الأنفال (وأعلموا ان ما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) وتبقى أربعة أخماس للفاتحين وحدهم. وأختلطت الأطماع بتقوى الورعين، فلم يعد أحد يتبين النوايا التي تحرك الرجال، وأصطدم هذا كله بموقف جديد في أيام خلافة عمر بن الخطاب وأعطى فيه رأيه علي بن أبي طالب (ع) وبين حجته بأنه لا مناص من تغيير الأحكام بتغيير الزمان وأن حق الفاتحين في أربعة أخماس الفي‌ء مكفول لهم بالكتاب والسنة بلا مراء وأيده في ذلك عمر بن الخطاب ومن بعده الخليفة عثمان بن عفان. وكم وعظ علي بن أبي طالب (ع) مراراً، أن يربوا أولادهم تربية عاقلة لأن الأبناء مخلوقون لزمان غير زمان الآباء وكم قال لهم (لا تفسروا أولادكم على آدابكم، فأنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) ... فالاداب والأخلاق والأعراف قد تتغير بتغير الزمان والمكان ..

اسم الکتاب : النجف الأشرف( الجزء الاول) المؤلف : كاشف الغطاء، صالح    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست