responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النجف الأشرف( الجزء الاول) المؤلف : كاشف الغطاء، صالح    الجزء : 1  صفحة : 292

ان ما قيل في هذه الترجمة المختصرة للسيد محمد سعيد الحبوبي على ذكر النزعة الأخلاقية والعرفانية التي كان يتمتع بها السيد الحبوبي الحسني (طاب ثراه) وذلك لأن كل من كتب عن الحبوبي لم يتطرق الى مشربه الأخلاقي وشهامته وشجاعته التي استعملها ضد الأنكليز يوم كان أشد المجاهدين وأكثرهم صبراً وجلداً يوم خرج في 28/ ذي الحجة سنة 1914 من النجف الأشرف في موكب مهيب متقلداً سيفه والطبول تدق امامه وسارت الجموع بقيادته الى حرب الأنكليز وقد صحب معه في هذه الرحلة السيد محسن الحكيم واتخذه وزيراً وأولاه ثقته وركن اليه واعطاه كل ما له من الصلاحيات. وكان السيد الحبوبي في رحلته الجهادية ضد الأنكليز ينفق أموالًا طائلة من حسلبه الخاص بحيث انه رهن جميع أملاكه الخاصة لينفق منها على المجاهدين، ويقال انه قدمت له الحكومة العثمانية مساعدة له في نفقات المجاهدين رفض قبولها وكانت خمسة الاف ليرة ذهب وقال:

لا أقبل درهماً واحداً مادمت أملك المال فلا حاجة لي به .... ولا أسمح لأحد ان يفاتحني بهذا الشان. وعندما وصلت كتائب المجاهدين الى منطقة (الشعيبة) التي كان يحتلها الأنكليز هجموا على مواقع الأنكليز ووقعت معارك دامية في الشعيبة وفي غابة البرجسية وكانت القنابل تتطاير في الفضاء كما ورد في الروايات، وقد أبلى المجاهدون بلاءً حسناً في هذه المعارك، مما أضطر معها الأنكليز الى التراجع، ولكن اشاعة انسحاب الجيش العثماني من المعارك الذي كان يشارك فيها مع المجاهدين في هذه المعركة من الجبهة قلب الموقف اصالح الأنكليز وأخذ هؤلاء يكيلون الضربات المؤثرة للجيش العثماني ولكتائب المجاهدين مما سبب لهم أفدح الخسائر. وعند ذلك وقعت الهزيمة وأختل النظام وسادت الفوضى ولم يثبت في ذلك الموقف الشديد سوى القائد السيد الحبوبي ونائبه ووزيره السيد محسن الحكيم، وكان السيد الحبوبي لايرى الفرار في تلك الحال الا فراراً من الزحف لذلك ظل ثابت في موقفه يقاتل ويثير النخوة في المجاهدين على الثبات.

اسم الکتاب : النجف الأشرف( الجزء الاول) المؤلف : كاشف الغطاء، صالح    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست