responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 60

ما بال سماحة الامام يتدخل في السياسة وهو رجل ديني روحاني؟ فسألته عن هذا وعن رأيه في الأحزاب فأجاب دامت بركاته قائلًا: اما الأحزاب فحتى الآن لم يظهر منها الفائدة المتوخاة ولم تصل الى درجة من القوة تجلب الشعوب اليها حتى تقوم بأعمال جذرية في الاصلاح ولا أخص هذا في العراق بل في جميع البلاد العربية لم نجد منها الاعمال المجدية وذلك أما لعدم تضامنها وعدم تأييد بعضها لبعض او لغير ذلك من الاسباب، وعلى كل فنحن نتمنى لها التوفيق وان يمدها الله بروح من العناية عساها ان تأتي بعمل جدي ومجد.

أما التدخل في السياسة فان كان المعني بها هو الوعظ والإرشاد والنهي عن الفساد، والنصيحة للحاكمين بل لعامة العباد، والتحذير من الوقوع في حبائل الاستعمار والاستعباد، ووضع القيود والأغلال على البلاد وأبناء البلاد.

ان كانت السياسة هي هذه الأمور فأنا (وأعوذ بالله من قولي أنا إلا في هذا المقام).

نعم أنا غارق فيها وهي من واجباتي وأراني مشغولًا عنها أمام الله والوجدان وهي من وظائفي ووظيفة آبائي الذين كانت لهم الزعامة الدينية منذ ثلاثة قرون أو أكثر لا في العراق (فحسب) بل في دنيا الإسلام كله وزهي النيابة العامة، والزعامة الكبرى، والخلافة الإلهية العظمى. (يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ‌). وفي بعض زيارات الأئمة الجامعة (وأنتم ساسة العباد وأركان البلاد).

فسياستنا هي سياسة النبي والأئمة سلام الله عليه وعليهم الخالية عن كل هوى وهوس وطمع ودنس. (وَلَا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‌). واذا لم يتصد لها او يقوم بها آخرون فلعله معذور، ولتقصير او قصور.

واذا كان المعني بالسياسة: هو أحداث الفتن والثورات، والاضرابات والاضطرابات، للتوصل الى الحكم والجلوس على الكراسي الناعمة لمعاملة الناس‌

اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست