responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 58

انا سكتنا عن الكذاب فانفتحت‌

أمامه لفنون الكذب أبواب‌

يلقي علينا أقاويل مزخرفة

ولا نقول له أسكت أنت كذاب‌

هذه الخمور التي تباع جهاراً في أسواق المسلمين وفي حوانيت المسلمين هي محاربة لله ولرسوله وللاسلام. نقول لك بلسان حالها من وراء زجاجتها لى رغم أنفك أيها المسلم أتيت من أوربا لتشتريني وتدفع المال يصنع به السلاح لاستعبادك واستعمارك. تقول لك على رغم دينك وقرآنك الذي يقول: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ‌). ها أنا ذا بارزة أمامك وأمام المسلمين يمرون على تلك الحانات غادين ورائحين فهل حركت الغيرة جماعة منهم لمكافحتها او مكافحة من يراودها ويرودها ويخرج منها مثلًا بتمايل؟ هل هجم ذو غيرة وحمية للدين والقرآن فيحطم تلك الزجاجات والقناني التي قد يكون أثرها على البلاد أسوء من القنابل بل هي القنابل الصامتة والمدافع الخرساء؟ هل هجم عليها أحد كما هجم جدنا كاشف الغطاء على حانة خمر لأحد الصوفية في شيراز فأراق خمورها في الشوارع فأنشأ الصوفي في البيتين البديعتين بالفارسية:

(شيخ نجفي شكست خمخانه مي) البيتين المشهورين.

نعم سكوتنا عن المجرمين شجعهم على الجرائم والساكت عن المجرم شريكه في جريمته، يقول الكتاب العزيز لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، ومما يثير العجب آية أخرى تقول: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) يفسق المترفون فتدمر القرية كلها.

نعم سكتوا عن المترفين او ساعدوهم. ونيرون لو لم يجد المساعدين من رعيته لما احرق المساكين. ويزيد لو لم يجد يساعده ابن زياد وابن سعد لما قتل الحسين وسبى عياله. وعتاة الصهيونية لولا أمريكا وانكلترا لما هجموا كل يوم على العرب والمسلمين‌

اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست