responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 41

الإسلام والسلام‌

هنا قضيتان مهمتان من قضايا الإسلام ذوات الشأن:

(الأولى) ان المشرع الأعظم يقول: (الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أينما وجدها) يعني يأخذها من كافر او مسلم وعدو او صديق، ويشهد لها قول الامام في معنى (انظر الى ما قيل لا الى من قال).

(الثانية) ان الإسلام والمسيحية اتفقا على الدعوة الى السلام وكراهة الحرب والتحذير منها، فالله جل شأنه هو السلام ويدعو الى السلام، وداره دار السلام، يهدي الله من اتبع رضوانه سبل السلام وينجيهم من عذاب اليم، والقرآن العظيم كله سلام وخير وبركة وتحذير من الحرب وبلاتها وبلياتها (فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة) والانجيل يقول لفظه او معناه (لله المجد وللناس الأخوة وعلى الأض السلام) وعلى هذا فلو ان امة تدعو الى الحرب وأخرى تدعو الى السلام فأيهما أحرى بالاتباع والمناصرة، وليس معنى الالتزام بدعوة السلام ومناصرتها اننا اخذنا بجميع مبادئ تلك الأمة التي تدعو اليه فنحن نوافقهم على دعوة السلام ولا نوافقهم على سائر مبادئهم الهدامة، ولكنا نقول حبذا السلام وحيا الله من يدعو الى السلام، ولعنة الله على الحرب وعلى كل داع اليها، وكل من أتانا او دعانا الى أمر مشروع ومقبول فنحن أولى من كل واحد بالقبول ولكن بشرط عدم الاخلال بالنظام وحفظ الأمن، أما الاخلال بالنظام فحرام وألف حرام وربما يؤدي الى عكس الغرض.

الاضطرابات المتتابعة الموجبة للازعاج والقلق العام المؤدية أحياناً الى غلق الأسواق وتعطيل الأعمال واشباه ذلك نخشى ان يكون من الفساد في الارض ومحاربة الله فتنطبق عليه آية (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ..) ونحن حيث نقول نبغض الحرب وندعو الى السلام لا نريد بذلك الافساد واضرار العباد وان يكون الأمر الى الرجالة والأوباش وصبيان المكانيب القائمين بالشغب الذي يؤدي غالباً الى السلب والنهب والغارة واتعاب العقلاء والمصلحين. بل السبيل الجدد هو ان تكون‌

اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست