responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 27

حق مغصوب من غاصبه الى صاحبه (يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ‌. وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ‌).

كل هذه الأهداف الشريفة التي جاءت بها الأديان واجتهدت وجاهدت فيها الانبياء انما هي لإصلاح البشر وسعادتهم في الحياتين وراحتهم في النشأتين. وان يتعاشروا بينهم بالمعروف والاخاء، والمودة والولاء، والتعاون على الخير (لله المجد وعلى الأرض السلام)[1] وأحسن كما أحسن الله اليك. وقولوا للناس حسناً. يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن النكر وأصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور. ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً ان الله لا يحب كل مختال فخور.

حقاً ان هذه الجذور الأساسية للحياة الإنسانية حياة سعيدة ومجيدة هي أهداف جميع النبوات والديانات خاصة الإسلام والمسيحية ولكن فرق عظيم بين أهداف الديانتين وتعاليمهما المسيحية نظرت بل اقتصرت على الناحية الروحية وعلاقة الانسان بابيه الذي في السماء. وطلبه الغفران لخطيئة أبيه التي أوقعت أبنائه في الجريمة وان لم يشاركوه في ارتكابها، ولكن شاركوه في عقابها (الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون). المسيحية تدعو الى التسامح والتساهل والتحمل ولكن مع الخضوع والذل والاستسلام، مثلا الانجيل يقول: من ضربك على خدك الايمن فأعطه خدك الأيسر. ومن سلبك رداءك فأعطه إزارك. ومن سخرك ميلًا فسر معه ميلين. وهذا يعني غاية الذل والهوان وسقوط الهمة.

اما الإسلام فهو أيضاً يدعو الى التسامح والصبر والتحمل ولكن مع العزة والكرامة، وشرف النفس وعلو الهمة.


[1] الإنجيل.

اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست