responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 5

كلمة في الصوم‌

سر تشريع الصوم بحسب الأشهر القمرية:

قد شرع الله تعالى الصوم في السنة الثانية من الهجرة، المصادف سنة 663 ميلادية، كما ذكره جملة من المؤرخين، وكان وجوبه بحسب الأشهر القمرية دون الشمسية، مع أن بعضها كأشهر الربيع والخريف أنسب به وأوفق به من أجل أن المشرع الأعظم والحكيم الأقدس قد لاحظ في ذلك فوائد عظيمة ومنافع جسيمة، ولعل من بعضها هو هيمنة النفس على عاداتها وتغلبها على شهواتها في تقلب الزمن ومختلف أدوار الحياة. وقد ذكروا أن شهر رمضان لن يأتِ في موعده إلا بعد ثلاث وثلاثين سنة فإذا أتى في الشهر الأول من الصيف فلا يأتي في مثل ذلك الوقت إلا بعد المدة المذكورة.

فضل شهر رمضان وعظمته‌

ويكفي في عظمة هذا الشهر المبارك المقدس ماروي عن الإمام الرضا (ع) عن آبائه (ع) (أن رسول الله (ص) خطبنا ذات يوم فقال: أيها الناس أنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات، وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله. أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب. فسلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بعطشكم وجوعكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه).

وقد روي عن رسول الله (ص): (أن من أدى فيه فريضة من فرائض الله كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور). وعن جابر عن أبي جعفر (ع) قال: (يا جابر من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وقام وردا من ليلته وحفظ فرجه ولسانه وغض بصره وكف أذاه خرج كيوم ولدته أمه).

كراهة التعبير برمضان‌

في الحديث عن الرسول (ص) أنه قال: (لا تقولوا جاء رمضان وذهب رمضان ولكن قولوا جاء شهر، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى). وعن أبي جعفر (ع) أنه كان عنده ثمانية رجال فذكروا رمضان فقال: (لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله لا يجي‌ء ولا يذهب وإنما يجي‌ء ويذهب الزائل، ولكن قولوا شهر رمضان). وعن أمير المؤمنين (ع): (لا تقولوا رمضان ولكن قولوا شهر رمضان فإنكم لا تدركون ما رمضان).

منزلة الصوم بين العبادات‌

في الخبر: أن الصوم يسود وجه الشيطان، وإن لكل شي‌ء زكاة وزكاة الأبدان الصوم، وإن الله قد وكَّل ملائكته بالدعاء للصائم، وما أمر الله تعالى ملائكته بالدعاء لأحد من خلقه إلّا استجاب لهم فيه، وأن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وإن المؤمن إذا قام ليله وصام نهاره لم يكتب عليه ذنب ولم يخط خطوة إلا كتب الله له بها حسنة ولم يتكلم بكلمة خير إلا كتب له حسنة، وإن مات في نهاره صعد بروحه إلى عليين، وإن عاش حتى يفطر كتبه الله من الأوابين.

وإن من صام يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكَّل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله عز وجل (ما أطيب ريحك وروحك، ملائكتي إشهدوا أني قد غفرت له) إلى غير ذلك مما ورد في فضل الصوم، وأنه يذيب الحرام في الجسد ويقرب من رحمة الله عز وجل، ويهون سكرات الموت وأمان من الجوع والعطش يوم القيامة، وبه تحصل البراءة من النار والطعام من طيبات الجنة.

وفي الحديث عن رسول الله (ص): (أنه من صام شهر رمضان وحفظ فرجه ولسانه وكف آذاه عن الناس، غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر وأعتقه من النار وأهَلَهُ دار القرار وقُبِلَ شفاعته).

وفي الخبر أن الباقر (ع) قال: إن لله تعالى ملائكة موكلين بالصائمين يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان إلى آخره ينادون الصائمين بوركتم وبورك فيكم حتى إذا كان آخر الليلة من شهر رمضان، نادوهم ابشروا عباد الله فقد غفر الله لكم وقبل توبتكم فانظروا كيف تكونوا فيما تستأنفون.

اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست