responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 96

من الشوائب والدرجات التي نرتقي فيها حينئذ تفوق الوصف، وكل ما نعمله الآن بالامتحان هو إننا ننتقل من الحياة الدنيا إلى الأخرى، ويظهر لك من كل ما قدّمنا روايته إنّ الأثير حقيقة راهنة لابّد من فرضها وبأنّ الروح متصلة بأجسامنا بواسطته ويمكن لنا أن نسميه ب- (المادّة المجرّدة) فإنّه يجمع خواص المادّة والمجرّد وإنّ الرّوح قائمة به ومنتشرة في مقدار من ذراته هي كيانها، وإذا انفصلت الروح عن الأجسام المادية بقيت سابحة في أعماق الأجواء في قوام مؤلف من دقائق الأثير ويمكن أن تكون الروايات المأثورة عن الأئمة الهداة الدالة على أنّ الرّوح بعد مفارقتها الأبدان تبقى في قوالب وأجساد مثالية إشارة إلى بقائها في ذلك القوام المؤلف من دقائق الأثير الرأي الذي هو غاية مبلغ العقل البشري في آخر قرونه فإنّ الذي يظهر من الآيات الكثيرة والأخبار المستفيضة هو إنّ النفس باقية بعد الموت أمّا معذبة أو منعمة أو ملهى عنها وإنها تتعلق بعد ذلك بأجساد مثالية لطيفة مضاهية في الصور للأبدان الأصلية وقد تصل إليها الآلام ببعض ما يقع على الأبدان الأصلية لسبق تعلقها بها وإنها باقية فيها إلى يوم الحساب.

ومن تصفح الرّوايات الواردة هنا عن مصابيح الهدى ونوار الدّجى علِم أنهم (ع) قد أتحفوا العالم بأنوار علومهم وبدائع معارفهم بحقائق لم يتوّصل إلى مبادِئها العقل البشري إلّا بعد جهود طويلة، وإنّنا نرى الحقائق العلمية على مدرجة الظهور فما أغمض سرّه من تلك الآثار المحمديّة سوف يتمجد مستقبل العلم بحله وكشفه، اللّهم‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست