responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 8

حدّث في بعض المؤلفات الأصولية والفقهية. وليس عندهم امتحان ولا شهادة ولا درجة مقرّرة.

والطالب النابغ فيهم هو ذلك الذي يعترف له ذوو الفضل بالفضيلة بعد الاختبار بالمذاكرة والتدريس والتأليف، ويعجبني من هذه الطريقة شي‌ء واحد وهو انّه لا يجوز عليها تدليس، فلا يمكن أن تنال الدرجة الأخيرة فيها أعنى درجة الاجتهاد بغير الكفاية الحقيقيّة والكفؤ الحقيقي هو المجتهد وغيره متشبّه.

وعناء آخر يعترض التلميذ في سيره العلمي وهو إنّه لا توجد في نوع المدارس الديّنية في النجف الأشرف ولعامة طلبتهم رواتب ومرتّبات تكفل معيشتهم إلّا من شذّ، وقد أجهد بعض علمائهم أنفسهم في أن يعدّوا مما تدّر به عليهم الشيعة رواتباً لجملةٍ من الطلبة تسدّ نفقاتهم، وقد فشل بعض ونجح قليل، والمحتم على الطالب منهم ما لم يكن له مرتزق يعتمده أن يتجلبب من الصبر جلباباً يقاوم به عناء الدرس ومشقّة الفقر، ويكون مرتزقة من الصدف والاتفاقات وبهذا يجمع عليه أمْرَين أمَرَّيْن.

والنجف الأشرف من جملة العواصم العلمّية الّتي لها مبلغ عظيم من الاشتهار في سائر الأقطار، ولكن هذه العاصمة الكبرى الدينيّة إذا دخلها المتجول الغريب لا يرى نصف العشر مما يسمع، والمدارس الّتي فيها هي مساكن للطلبة ليس غير. وقد تمّر عليه الأسابيع والأشهر ولا يرى أحدا من هؤلاء المنكمشين في كسر بيوتهم البارعين المتفننين الجهابذة القديرين في جملة المعارف والعلوم الشرقّية وذلك لما أوضحته لك من منهج التدريس عندهم فلا صفوف ولا مناهج ولا مرتّبات ولا

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست