responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 67

واغلب ما نقرأه عن البعث والخلود في كتب الفلاسفة المتقدمين والمتكلمين الإسلاميين، من قبيل الشروح والتفاسير للنصوص الواردة في باب المعاد والخلود، وقد اتكلوا كافة في إثباتهما عليها وصرفوا اهتمامهم لدفع الشبهات التي أوردت عليها، كشبهة إعادة المعدوم والأكل والمأكول، والمعاد ركن أساسي في الديانات وفي الدرجة الثانية من الاعتراف بالخالق، وقد قطع الإنسان هذه القرون الطويلة في هذا العالم بين فريقين: فريق متدين وآخر ملحق بدرجة الحيوانات. فمن ادّعى إجماع العقلاء عليه فلا يكذب، أما العقيدة المادية البحتة بحدودها المعروفة فهي وليدة القرون الأخيرة، وما تراه من آراء الأشذاذ في القرون المتقدّمة يشم منها رائحة الإلحاد، فهي من قبيل ما يسمّى بالشعر الإغريقي في الأغلب وهو ما يوحيه الخيال من كلّ ما يتخطر في البال ويعبر به عما يجول في النفس لساعته من دون تقييد.

وما ذكره العلامة المذكور لم يسبق إليه فيما أطلعت عليه، قال بعد ذكر أقوال ثلاثة في المعاد الجسماني المحض لفرض الرّوح من قبيل الجسيمات والرّوحاني والمرّكب منهما، إنّ البعث يكون للأرواح في قوالب من الصور العرية من المواد وهيّ الصور الآخروية فبعد أن قسم العالم إلى عالم‌ الحقائق‌ وعالم‌ الرّقائق‌ وهذا الثاني إلى عوالم منها عالم الصور، وهو عالمان، عالم الصور الصرفة والأشباح البحتة وهي المثل المعلقة العرية البرية من المواد، وعالم الصوّر المادية القائمة بها لا بذاتها، والأولى صور متجوهرة قائمة بذاتها والأرواح تتعلق بها يوم البعث وليست هي صورا بلا معنى وأشباح بلا حياة، وذوات الصور المادية أظلة وأشباح لتلك الصور المتجوهرة، وإنّ هناك كوناً صورياً

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست