responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 49

انّه أعطاه اسماً آخر للدّلالة عليه ولكنه إيمان ناقص وعلى صورةٍ أدنى للإنكار منها للإثبات وما العبرة إلا بقوّة الإيمان لا بضعفه وبالصراحة لا بالإضمار.

حاضرت يوماً واحداً من أساتذتي العرفاء فقال لي أتدري لماذا لا تدركه العقول ولا تتصوّره المشاعر؟ أضرب لك مثلًا إنّ أجسام المرئّيات وأشباح المبصرات إذا ألصقت بالنواظر ولامست المحاجر فإنها لا تراها جرّب ذلك.

وهو جلت آلاؤُهُ مع كل شي‌ء لا بمقارنة وغير كلّ شي‌ء لا بمزايلة انعقدت بجلاله المشاعر وتقومت بآلائه المدارك فهو أقرب إلينا من حبل الوريد فلقربه لا ندركه ولدنوه لا نتصوره والشي‌ء قد يخفى لفرط ظهوره.

أمّا الإلهيون فلم يفكروا في حلً هذه المسألة من هذه الجهة واستطرقوا إليه في الحكم بالبداهة عن طريق شواهد الوجود الواضحة وآياته البينة وبراهينه المحكمة وأسفر لهم الحق واعتصموا بالعروة الوثقى، [أَفي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ‌] واتّضح بما قدمّناه إنّ العقل بمقدار ما يجد من العناء في عمله الانفعالي في هذه المسألة يتيسر له بكل سهولة العمل الفاعلي فيها وهذا سرّ الغموض ومنشأ الشبهة وَشَرك الحَيْرة ومن هذين الدافعين نشأ مذهب اللاأدريين إنْ حسبناه مذهباً.

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست