responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 20

ليستا شيئاً، أو هي عبارة عن رؤية تظهر وتغيب من آن لأخر دون أن تترك لها أثراً وإما ما نسمّيه حياً فليس هو إلّا حالة خصوصّية تظهر فيها المادة الميتة.

وأما الرأي الثاني‌ فهو إنّ الحياة هي ما أعرفها في ذاتي وأشعر بها على الّدوام في حالتها الحاضرة مجّردة عما كانت عليه في الماضي، وما ستكون عليه في المستقبل، ومعنى هذا إني شاعر بأنّي موجود وإنّ حياتي لا تبتدأ في مكان ولا تنتهي في آخر، وإن الزّمان والمكان غير مرتبطين بوجدان حياتي. نعم حياتي ظاهرة في الزّمان والمكان ولكن هو مجرّد ظهور فقط إنما الحياة الّتي أدركها بالوجدان لا يتسنى لي أن اشعر بها إلا مجرّدة عن الزّمان والمكان ... إلى أخره.

وقد كنت فيما مضى لا اعتمد في هذه المسألة إلّا البراهين العقليّة المحضة، وقوام عقيدتي في وجود الرّوح كيفما كانت وبأيّ نحو اتصلت، هو الوجدان والشعور العام الذّي يشهد التاريخ إنّه أقدم ما شعر به مدرك، وقد فوجئت بهذا الشعور كما يفاجأ به كلّ أحدٍ غيري وأملته عَلَيَّ الفطرة، ودفعتني إليه الركيزة بلا درسً ولا محاكمة عقليّة. ولما عالجت البراهين العقليّة وجدتني في عناء من مقدماتها وأوائلها، ووجدت تلك النتيجة الفطريّة الإرتكازيّة الّتي خالطتني منذ أوائل الشعور قد بعدت عليّ غاية البعد من هذا الطريق.

وربّما أتساهل في نفسي في الإقناع ببعض المقدّمات لأني شاعر ومعترف بالنتيجة قبل أن أستطيع إدراك هذه المحاكمة العقليّة، ولا أكتمك من أمري شيئاً فإني كنت أحسب أن وثوقي بتلك البراهين إنما نشأ من قناعتي بصحة النتيجة وانّه قد كذبني اعتقادي بصحة تلك‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست