على الظالمين فى محكم كتابه المبين[1]،
و اخرجهم عن قابليّة الدّخول فى جملة الأوصياء و المرسلين بقوله تعالى «لا يَنالُ
عَهْدِي الظَّالِمِينَ».[2]
و قد جرى مثل ما ذكرناه و حرّرناه و سطرناه، على لسان انبيائه و
خاصّة اصفيائه و اوصيائه الّذين دلّت على صدقهم المعجزات و قامت عليه البراهين و
الآيات.
و قد شهدت بثبوت العدل متواترات[3]
الاخبار، و قامت عليه ضرورة مذهب صفوة الابرار.
ثمّ أوّل درجات اللّطف العدل، و بعدها مراتب الرحمة و الفضل، و عليه
يبنى العفو عن المذنبين، و التّجاوز عن الخاطئين و المقصّرين، فلا ييأس المذنب من
عفوه طمعا فى فضله، و لا يقطع على نجاة نفسه حذرا من ان يعامله بعدله، فقد وصف
نفسه بشدّة العقاب، و فتح للتّوبة أوسع باب، و امر بكثرة الرجاء عصاة الناس، و
نهاهم عن القنوط من رحمته و الاياس و حذرهم من سطواته و دلّهم على سبيل طاعاته، و
قوّى أمل المسرفين و حقّق رجاء المقترفين بقوله تعالى
«يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً»[4].
و قال تبارك و تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ