فى تلك الجنان و ما فيها من الحور و الولدان، و التّأمل فى تلك
الاشجار الحاوية لما تشتهيه الانفس[1] من الثمار.
فينبغى للعاقل ان يفرض الجنة كانّها بين يديه، و يخيّل النّار كانّها
مشرفة عليه، هذه تسوقه و تلك تقوده، فليخش من لحوق السّائق و ليحكّم الجاذب حذرا
من انقطاع الزّمام بيد القائد.
و هذه المعارف الثلاث (اى التوحيد و النبوة و المعاد) اصول الاسلام،
فمن انكر منها واحدا عرف بالكفر بين الأنام، و لا فرق بين انكارها من اصلها و بين
عدم معرفتها و جهلها.
نعم يحصل الاختلاف فى بعض شعوبها و اقسامها و ضروبها: فانّ منها ما يكون عدم العلم به مكفّرا، من دون فرق بين الانكار و الشك و
الذّهول تساهلا.
و منها ما يكون كذلك بشرط الانكار و الجحود.
و منها ما يكون فيه ذلك مع الانكار و الشك فقط.
و بعضها يلزم منها العصيان دون الكفر. و هو منقسم الى تلك الاقسام،
فمن اراد تمام المعرفة، فليرجع الى بعض العارفين ليقف على حقيقة ذلك، و اللّه ولىّ
التوفيق.