اسم الکتاب : الرد على مسايل موسى جار اللَّه المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 65
تالله ما يفعل هذا غير من
أنكر حشره غداً و كذّبا
لأن الكفر كما يثبت بإنكار النبوة يثبت بإنكار المعاد و إنكار
الحشر و النشر و لا فرق في إنكار ذلك بالقول و اللسان و بين إنكاره بالأفعال و
الأعمال، بل لعله في الثاني أظهر و أقوى. و مما يدل على كفره أنه كان يفعل ما يفعل
من الكبائر الفظيعة مستحلًا لذلك غير مكترث بحرمة و لا متحرج من إثم. يا سبحان
الله يحكمون بكفر مانع الزكاة وردته و يحللون قتاله و استباحة عرضه و ماله و لا
يحكمون بكفر قاتل سبط رسول الله و ريحانته، و سيد شباب أهل الجنة، و غازي الحرمين
الشريفين، و مستحل حرمتهما و إراقة دماء المسلمين و الأبرياء فيهما، و لا يجيزون
لعنه و لازم ذلك أنهم يتولونه و لا يتبرون منه و مما يدل على كفره تمثله بشعر ابن
الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرن من ساداتهم
و عدلنا ميل بدر فاعتدل
و المناسب أن يكون تمثله
بذلك في واقعة الحرة إلّا أنه روي بطريق آخر أنه لما أُدخل ثقل الحسين و نسائه و
من تخلف من أهل بيته على يزيد و هم مقرنون بالحبال إلى أن قال: ثمّ دعا يزيد بقضيب
خيزران فجعل ينكث به ثنايا الحسين فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي و قال: ويحك يا
يزيد أ تنكت ثغر الحسين أشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه و ثنايا أخيه الحسين و
يقول: أنتما سيدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما و لعنه و أعد له جهنم و ساءت
مصيرا. قال الراوي: فغضب يزيد و أمر بإخراجه فأُخرج سحباً قال: و جعل يزيد يتمثل
بأبيات ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لو رأوه لاستهلوا فرحاً
ثمّ قالوا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم
و عدلناه ببدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء و لا وحي نزل
لست من خندف إن لم أنتقم
من بني أحمد ما كان فعل
اسم الکتاب : الرد على مسايل موسى جار اللَّه المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 65