اسم الکتاب : الرد على مسايل موسى جار اللَّه المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 59
أصحابه الذين هم كالنجوم لأن من عصى الله فهو ليس من أصحابه
صلّى الله عليه و آله و سلّم لأن صاحبه من أطاع الله و سلمت عاقبته، و هذا الذي
ذكرناه ملخص مما ذكره أبي الحديد في شرح النهج ص 454 من المجلد الرابع فإذا أردت
التفصيل فراجعه تجد فيه ما يشفي الغليل و يغني عن تكلف الدليل.
المقام الثاني: في
أدلة جواز لعن يزيد بخصوصه
و أما لعنه في الأنواع
فلا شبهة في جوازه و لا خلاف بعد فرض اندراجه في كل نوع منها إذ قلّ ما تجد نوعا
من الأنواع المستحقة للعن حتى المشركين إلّا و هو إن لم يكن من أظهر تلك الأفراد
فهو منها. و قد عرفت فيما تقدم جواز لعن المعين بخصوصه، و إن عمل المسلمين في زمن
الصحابة إلى يومك هذا كما قد عرفت جواز لعن الميت إذا كان فرداً لأحد الأنواع
المستحقة لذلك لتناول العام لجميع أفراده من الأحياء و الأموات، و إنه إذا جاز
لعنه حيّاً جاز لعنه ميتاً كما مر بيان ذلك، و بيان أنّ لعن المستحق و البراءة منه
واجب نطقاً و اعتقاداً، و هذا المقام معقود لبيان ما يدل على مشروعية لعن يزيد
بذاته تصريحاً لا ضمناً و لا تلويحاً و الدليل على ذلك أمور:
و عن ابن عباس لا تقبل
توبة قاتل المؤمن عمداً و خصص ذلك عكرمة و جماعة بالمستحل لذلك و خصصه الجمهور بمن
لم يتب. و على أي حال فقد ثبت و تجلى كالشمس في رابعة النهار أنّ يزيداً قد قتل من
المؤمنين و الصحابة و التابعين الأبرار الأخيار خلقاً كثيراً فيهم سادات المؤمنين
و علمائهم و أشرافهم و ذلك في واقعة كربلاء و واقعة الحرة و واقعة مكة، أما واقعة
كربلاء فناهيك بمن قتله فيها إيماناً و إسلاماً و تقوى و شرفاً و فضيلة و قداسة و
عبادة و زهادة، و لو لم يكن صدر منه إلا قتل سيد الشهداء،