اسم الکتاب : الرد على مسايل موسى جار اللَّه المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 51
السنن النبوية: (أنه يخرج من النار قوم بالشفاعة و يخرج منها
من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، فالذي يجوز لعنه يزيد و أمثاله يحتاج إلى
شيئين)[1] إلى آخره. و
لا يخفى أن هذا الأصل لا دخل له بمسألة من يجوز لعنه و لا ربط أصلا، فإنّ الفاسقين
يجوز لعنهم قطعا سواء أُخرجوا من النار بالشفاعة أو لأن في قلوبهم ذرة من إيمان أو
لا كما هو ظاهر. و أما الشيئان اللذان يحتاج إليهما المجوز فقد أشار إلى الأول
منهما في قوله: (إلى ثبوت أنه كان من الفساق الظالمين الذين تباح لعنتهم، و إنه
مات مصراً على ذلك)[2].
يا سبحان الله ما كنت
أعلم أن يزيدياً يبلغ في اليزيدية ما بلغه هذا الشيخ الضال المضل، فإنا لم نجد في
أولياء يزيد من شك في فسقه أو في ظلمه و فجوره كهذا الناصبي.
و أما ثبوت أنه مات
مصراً على ذلك فهو ثابت بالاستصحاب و لو كان ممن تاب عن الفسق و الظلم لظهر منه ذلك
قبل موته و لنقل ذلك عنه، و من محققات التوبة إظهار الندم ورد المظالم إلى أهلها
حسب المستطاع. و الحاصل أن كونه من الفساق، و أنّ ما فعله من أكبر المعاصي و أعظم
الكبائر، و إنه مات على ذلك من أوضح الواضحات و لا مجال للمنازع أن ينازع في هذه
المقدمة إلا إذا جوزنا النزاع في وجود الشمس في رابعة النهار، ثمّ قال الثاني: (إن
لعنة المعين مِن هؤلاء جائزة و المنازع يطعن في المقدمتين لا سيما الأولى)[3].
و أقول: إن لعنة المعين
مما لا إشكال في جوازه بعد وضوح اندراجه في النوع الملعون على أنه سيأتي ما يدل
على جواز لعن يزيد بخصوصية.
ثمّ قال: فأما قوله
تعالى: [أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ][4] فهي (آية
عامة كآيات الوعيد بمنزلة قوله: [إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ
الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً