اسم الکتاب : الرد على مسايل موسى جار اللَّه المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 46
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة في لعن يزيد بن
معاوية
الحمد لله الذي منّ
علينا بموالاة أوليائه، و معاداة أعدائه، و الصلاة و السلام على أشرف أنبيائه و
آله حفظة الشرع و أمنائه، و لعنة الله على أعداء الله و أعداء أصفيائه، اللهم العن
الظالمين و الفاسقين في مستتر السر و ظاهر العلانية أما بعد:-
فقد ورد علينا سؤال
حاصله و مآله: (ما قولكم أيها العلماء الربانيون في لعن يزيد بن معاوية بن
أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية هل هو جائز مشروع أم لا؟ و ما الدليل على جوازه؟ و
ما الذي يحتج المانع منه؟ أفتونا بجميع ذلك مفصلًا؟ و نأمل أن تكون أدلة الجواز
جارية على أصول أهل السنة و الجماعة و قواعدهم لا على أصول الإمامية، و لكم الأجر
و الثواب إن شاء الله تعالى).
الجواب: اعلم أولا أرشد
الله أمرك، و أصلح سرك و جهرك، و وفقك و جميع المسلمين للرقي و للسداد و الفوز و
النجاح. إنّه بالعزيز علينا، و على الرغم منا أن تشتغل ناشئة العصر، و شبان العلم
و كهول المعارف بمثل هذه الأباطيل و السفاسف، فإن طرح مثل هذه الموضوعات في ميدان
البحث و المناظرة و الرد و النقد مما لا فائدة فيه و لا عائدة و لا رقي و لا عرفان
منفعة كمسألة خلق القرآن [مسألة قدمه و حدوثه] و غيرها من المسائل البائدة و التي
لا وقع لبعثها، و لا نفع لنشرها، فليس فيها [فضلًا عن إضاعة الوقت، و إتلاف الحبر
و الورق، و الاشتغال بما لا يعني] غير مس العواطف، و إثارة الإحن و التفرقة بين
المسلمين، و مناوأة الحق و التعصب للباطل، و قيل و قال و مراء و جدال و تعصب و تحزب،
و لو و صمت من نشر أمثال هذه الخرافات [للناشئة العزيزة، و النجم الغض، و الزهو
المكمم] بالجهل و السفه، بل الجنون و الماليخوليا لما كنت ملوماً، و لكان ذاك
بذلك جديراً حقيقياً، و لكني أقول مع الأسف: إنّ الغربيين ينالون الشهرة و السمعة،
و يكون لهم الصوت و الصيت بما يبتكرونه من الأعمال، و ما يخترعونه من
اسم الکتاب : الرد على مسايل موسى جار اللَّه المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 46