كل حركة من حركاته، فصار رهين التطور المادي، ولجعله وسطا
علينا ان نستحضر أمامه بديهيات الدين دائما ومنها النصيحة.
ان النصيحة من أهم
مقومات المودة وأعظم لوازم المحبة، ولم تتم الأخوة ما لم تكن النصيحة رائدها
وباعثها، ومن لم يكن ناصحاً لأخيه فليس بأخ، وهي الدرع الحصين من وقوع المؤمن في
الوقائع التي لا يرغب بها أو التي حذر الشارع منها، فمثلًا لو أستشار الخاطب أو
طلب النصيحة في زواجه لبنى أسرته في أفضل صورها، ولتعلم أبناءه أفضل التعليم، ولكن
إهماله لها قد يجرّه الى تطبيق بعض الأحكام الشرعية التي هي لمعالجة ظرف أستثنائي
كالطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله تعالى. ومن المؤسف عندما يستشير شخص آخر
ويطلب منه النصيحة في موضوع ما فالإجابة غالبا تكون على مستويين:
المستوى الأول: هو
الإمتناع عن النصيحة بعذر ان ورعه وتقواه يحتم عليه ذلك، ويعتبر إمتناعه عن
الإجابة هو السلوك الصحيح والمناخ الصحي في عصرنا.
والمستوى الثاني: ان
يتوسع في الإجابة أكثر مما هو المطلوب مصحوبا بالمبالغة إما بذكر العيوب مثلا إذا
كان كارها أو بذكر المحاسن إذا كان محبا، فهنالك إفراط وتفريط وهذا ما دعاني الى
ان أكتب في النصيحة تبياناً لضوابطها وأحكامها وإيضاحاً لإهتمام