إن الروايات الواردة في
هذه الطائفة من إعانة المؤمن جميعها هي في حقوق الإخوان محمولة على الجهات
الأخلاقية فتحمل على الإستحباب المؤكد، ضرورة أنه لم يلتزم أحد فيها بالوجوب بل
قامت الضرورة على عدم الوجوب فتكون الضرورة قرينة على رفع اليد عن ظهورها في
الوجوب. ومن المحتمل أن المراد بالمؤمن المؤمن الكامل فإنه هو الأخ الحقيقي والذي
تكون ترك مناصحته خيانة لله ولرسوله كما وصف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
المؤمن لهمام أحد أصحابه ذكر فيها: (لا يطلع على نصح فيذره). كما أنه من المحتمل
هو أن يكون المراد من الرواية هو السعي معه على نحو يوقعه في خلاف مصلحته كما هو
مقتضى التشبيه بالخيانة لله ولرسوله.