في الحقيقة محذوف فان قولك نصحت له: أي نصحت الرأي لزيد، فهو
مأخوذ من نصح الخياط الثوب إذا أصلحه وضم بعضه إلى بعض ثم أستعير في الرأي فقالوا:
نصحت له أي نصحت له رأيه أي أخلصته وأصلحته[1].
ونصح الثوب نصحاً: خاطه وشبهوا
فعل الناصح فيما يتحراه من أصلاح المنصوح له بفعل الخياط فيما يسد من خلل الثوب.
والتوبة النصوح: هي الخالصة التي لا يشوبها تردد أو هي التي لا يعاود الذنب بعدها،
فإن الذنب يمزق الدين، فالتوبة النصوح بمنزلة نصح الخياط الثوب إذا أصلحه وضم
أجزاؤه. وفي حديث أُبيّ، سألت النبي (ص) عن التوبة النصوح، قال: (هي الخالصة التي
لا يعاود بعدها الذنب)[2]. وفعول من
أبنية المبالغة يقع على المذكر والمؤنث فكأن الإنسان بالغ في نصح نفسه بها. ويقال
قوم نصحاء. قال النابغة الذبياني: