responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخطب الأربع المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 81

الحق يؤخذ ولا يعطي ... إذا لن تأخذوا الحق بالقوة لا تأخذوه بالألتماس والمروة. الأمة التي تمَّ بينها الوئام يستحيل أن تذل وتضام. أما الظلم والضيم فهما لكل أمة متشتتة متفرقة.

سيد الشهداء علم كل الدنيا، لا خصوص الشيعة، طريقة الإباء والعز والشرف والشهامة. فعل فعلًا فريداً من نوعه ليعلم شيعته الإباء والتمسك بالمبادئ المقدسة، ولكنا تركنا اللباب وأخذنا القشور، واقتصرنا على النوح واللطم والبكاء. أنا لا أقول لا تلطموا، بل أقول: لا تقتصروا على القشور والظواهر وتتركوا اللباب والجواهر.

الحسين (ع) لم يكن فقيراً ولا بائساً ضعيفاً، بل كانت جميع أسباب النعيم والثروة متوفرة عنده حاضرة لديه، ولكنه فادى بكل ذلك في سبيل الشهامة وعدم الرضوخ والذل.

محمد بن بشر الحضرمي تألم لما أسر ولده في الري، فإذن له الحسين بالذهاب لفداء ولده، ولكنه أبى، فقدم له الحسين خمسة ثياب كل ثوب بقيمة مائتي دينار ذهب، وسقى الحر، وألف فارس وألف فرس ماء، مع أنه كان في بادية هيماء، لا ماء فيها ولا كلاء.

أين ذهبت تلك المغازي؟ .. أفهل كان قصده من شهادته اللطم والبكاء؟.

العرب البائدة قبيلتان: (طسم) و (جديس). تغلبت طسم على جديس وفعلت بها الأفعال الشنيعة وأذلوها، إلى أن اغتصب ملك طسم أمرأة من فتيات جديس، فخرجت على قومها وفي نواديهم تصيح!:

أيجمل ما يؤتى إلى فتياتكم‌

وانتم رجال كثرة عدد النمل‌

فلو أننا كنا رجالًا وكنتم‌

نساء لما كنا نقر على الذل‌

فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه‌

فكونوا نساء للمغازل والكحل‌

أمة تعودت على الانخداع بالألفاظ والأقوال، لا توجد فيها نهضة شريفة قويمة، ولا فكرة ناضجة مستقيمة.

هذه أعمال تاسع ربيع كلها محرمة ما أنزل الله بها من سلطان، ولو انكم تشربون الخمر لكان خيراً لكم من هذه الأعمال!! ولكنكم- إن شاء الله- لا خمر تشربون ولا

اسم الکتاب : الخطب الأربع المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست