responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخطب الأربع المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 72

أيها الناس!

أنا قلت من قبل ولا أزال أقول: (الاتحاد والاقتصاد) ... أحفظوا هذين الأصلين وخلاكم ذم. دبروا معاشكم، فإن التدبير نصف المعيشة، وما أفتقر من دبر. ذهب الذهب وذهب كل شي‌ء معه ... هل ترون ليرات؟ أين الليرات التي كانت أيديكم وأكياسكم مملوءة بها؟ .. قد أصبحت أيديكم من الذهب صفراً، كما أصبحت أراضيكم من الخير قفراً!!.

العمل ... العمل‌

إن كنتم تريدون أن تكونوا رجالًا أحراراً كأسلافكم .. رجال صدق وعما حق .. فأنبذوا الأهواء والرذائل والجلوس في المقاهي ومجالس البطالة. وما أدري- وليتني كنت أدري- ماذا تجنون من ثمرة بجلوسكم في تلك المجتمعات التي لا شي‌ء فيها من الخير؟.

الناس جدوا فنالوا، واجتهدوا فحصلوا، وصدقوا في الطلب فوفقوا .. وهل هم إلَّا رجال أمثالكم؟ ... طاروا في السماء، وشقوا البحار، وسخروا القوى الكامنة، واستغلوا كل شي‌ء، حتى ضوء النجوم وقوة تيار النور وكامن أسرار الطبيعة.

الله الله أيها الناس! أحذروا زبارج هذه المدنية الخلابة اللماعة البراقة، فإنها تذهب بكل نخوة وشرف، وما أخترعها القوم إلَّا لهلاك هذه الأمة، القوم أخذوا تعاليم الإسلام ففازوا وتقدموا، وتركناها فتأخرنا.

أليس من تعاليم الإسلام (اغزوهم في عقر دارهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم إلَّا ذلوا). وهكذا كان سير المسلمين ... طووا عرض البسيط، وتقحموا لجج المحيط من أسبانيا في الغرب إلى جدران الصين في الشرق.

أما اليوم- ويا للأسف!- فقد أنعكس الأمر وانقلب علينا الدهر، فلم تبق بقعة من بلاد المسلمين إلَّا وهي مستعمرة بل مستعبدة لهم، يغزوننا في عقر دارنا ويملكوننا في بلادنا. أشغلوكم بالترهات والخزعبلات، واندفعوا إلى الجديات التي أنتم لاهون عنها بالمقاهي وقابعون في غمرة الملاهي.

اسم الکتاب : الخطب الأربع المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست