responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخطب الأربع المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 1

مُقدمَة الكِتَابَ‌

روح الإنسان وأزمة العصر

بسم الله الرحمن الرحيم‌

منذ مائة سنة حصل تقدّم كبير في وسائل رخاء الإنسان ورفاههه وصحته، فتضخمت الآلات العاملة لخدمة الإنسان، وتحسنت وسائط النقل، ونمت الزراعة، وتوصل إلى الوقاية من أمراض كثيرة ومعالجتها ... ومع ذلك يسود العالم الآن قلق شديد، وعدم الطمأنينة، وخوف على مستقبله ومصيره. وسبب ذلك الحروب الكثيرة التي حدثت في هذه الفترة، ومنها الحرب العالمية الأولى والثانية، والحروب المحلية المحدودة، وثورات التحرر الوطني، وارتفاع الأسعار، وزيادة السكان، والصرف على التسلّح، والرعب من حرب ذرية ماحقة.

ومن حق الناس أن يرين على قلوبهم القلق والفزع لهذه الأسباب في النظرة العابرة لأول وهلة، ولكن إذا أردنا أن نتعمق في الأمر، ونتفهم روح الإنسان وحقيقته، نجد ما يبعث على الأمل والرجاء، ويطرد اليأس والأسى.

إن مشكلتنا مع اسرائيل والدول الاستعمارية جزء من مشكلة الانسان القديمة والحديثة ... مشكلة الصراع بين قوى الخير وقوى الشر، بين قوى الحق وقوى الباطل ... هذه المشكلة التي حسبها بعض الفلاسفة والأدباء مشكلة أزلية وأبدية. وفي الحقيقة أن الإنسان الكائن الحي العاقل الجبار لابد أن يحلها وينهي أمرها بعون الله تعالى ومشيئته التي لا تقهر.

يعم العالم العربي الآن حيرة بسبب النكسة التي أصابته ... ثلاثة ملايين تتغلب على مائة مليون عربي! ... ولكن تزول الدهشة إذا عرفنا إنَّ مشكلتنا ليست مشكلة محلية، بل مشكلة عالمية، وجزء من الصراع بين قوى الخير والشر، بين قوى الأثم والعدوان وقوى المحبة والأمان، بين قوى الغدر وقوى الصدق والشرف.

فمعركتنا مع إسرائيل لا تزال معركة طويلة الأمد، وهي جزء من المعركة العالمية، لذلك لابد أن يطول أمدها. والمهم أن لا يتغلب على نفوسنا اليأس، ويجب أن لا

اسم الکتاب : الخطب الأربع المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 1
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست