responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    الجزء : 1  صفحة : 96

ودقائق الأفكار وهواج القلوب والعواطف الرقيقة من وجد غرام وجملة ما يعجز عن أدائها القلم والبيان.

(التمثيل) ذا قصة مكتوبة أبدع اسلوب حروفها متجسدة ملموسة يقرؤها حتى من لايعرف حروف الهجاء ويفهمها حتى من لايحسن اللغة التي كتبت فيها فما أجدرنا والحالة هذه أن نتخذه آلةً ونعيد به ذكرى عن أهم فاجعة عندنا بل اعظم فاجعة وعاها التاريخ وهي فاجعة الحسين (ع) فنذكر العالم ونفهم الجاهل ما اشتملت عليه هذه الفاجعة افكار سياسية[1] وقواعد حربية وأخلاق عالية وامثال نادرة في الصبر والشجاعة والأباء والفتوة والأخلاص وحب المواساة والمساواة بل الإيثار وانكار الذات وفداء المال والأهل والنفس، وقل بالجملة كافة آمال الحياة كل ذلك في سبيل الواجب المقدس فنستخرج منها دروساً تحث الامة على اقتفائها والتمسك باذيالها، دروس لعمري لو سادت في أمة لسادت الأمم جميعاء بلا مراء هذا من جهة الحسين وأصحابه (ع).

ونذكر ونفهم ايضاً من جهة اخرى ما أبداه آل امية وآل سمية[2] في هذه الفاجعة من‌

ضروب القسوة والظلم والهتك في الدين بلا حجاب بل المروق‌[3] منه بلا نقاب وخسة الطباع‌


[1] كما سياتي شرح هذه الخطة في الجزء الثالث ان شاء الله تعالى

[2] قال ابن الاثير في ج 3 من كامله ص( 176) وكذا محمد بن علي بن طباطبا المعروف بابن الطقطقي في كتابه الفخري ص( 80) وكذا ما رواه ابو الفداء في تأريخه ص( 183) والدينوري وغيره ما نص الجميع أن( سمية) ام زياد كانت امة سوداء بغياً من بغايا العرب وكانت لدهقان( زندرون) بكسكر(( وكسكر كجعفر كورة قصبيتها واسط كان خراجها اثنى عشر الف الف مثقال كاصفهان( ق) ومعنى الكورة في العصر الحاضر تسمى ولاية وفي اللغة الفارسية ايل)) فمرض الدهقان فدعى( الحرث بن كلدة) الطبيب الثقفي فعالجه فبرأ فوهبه سمية ام زياد( فولدت عند الحرث ابا بكرة واسمه نفيع فلم يقربه الحرث ثم ولدت( نافع) فلم يقربه ايضاً.

فلما نزل ابو بكرة الى النبي( ص) حين حضر الطائف قال الحرث انت ولدي وكان قد زوج سمية من غلام له اسمه( عبيد) وهو رومي فولدت زياداً.

وكان ابو سفيان بن حرب( وهو ابو معاوية) نزل بخمار يقال له ابو مريم فطلب ابو سفيان منه بغياً فقال له ابو مريم هل لك في( سمية) وكان ابو سفيان يعرفها فقال هاتها على طولة ثديها وذفر بطنها( والذفر الصنان ونتن الريح). فاتاه بها فوقع ابو سفيان عليها فعلقت منه بزياد فولدته سنة( احدى) من الهجرة وبعد أن ولدته وضعته على فراش زوجها( عبيد) فلما كبر زياد تأدب وبرع وتقلب في الاعمال فولاه عمر بن الخطاب عملًا فاحسن القيام به فحضر يوماً مجلس عمر وفيه اكابر الصحابو وابو سفيان في جملة القوم فخطب زياد خطبة بليغة لم يسمعوا بمثلها فقال عمرو بن العاص( لع) لله در هذا الغلام لو كان ابوه من قريش لساق العرب بعصاه فقال ابو سفيان والله اني لاعرف أباه الذي وضعه في رحم أمه( وعنى نفسه) فقال له امير المؤمنين علي بن ابي طالب( ع) يا أبا سفيان أسكت فانك تعلم ان عمر لو سمع هذا القول منك لكان اليك سريعاً.

فلما ولى امير المؤمنين( ع) الخلافة ستعمل زياداً على فارس فضبطها وحمى قلاعها وقام فيها مقاماً مرضياً واشتهرت كفاءته واتصل الخبر( بمعاوية) فساءه ان يكون من اصحاب علي( ع) رجل مثل زياد اراد لنفسه فكتب اليه كتاباً يتهدده ويتعرض له بولادة ابي سفيان ويقول له انت اخي فلم يلتفت وياد اليه.

وبلغ الخبر أمير المؤمنين علياً( ع) فكتب الى زياد اني وليتك ما وليتك واراك له اهلًا وقد كانت من ابي سفيان فلتة من اماني الباطل كذب النفس لاتوجد لك ميراثاً ولاتحل له نسباً وان معاوية يأتي الإنسان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فاحذر ثم احذر والسلام.

فلما قتل امير المؤمنين عليُّ( ع) جد معاوية في استصفاء مودة زياد واستمالته وترغيبه الى الانخراط في زمرته فنشأ بينها حديث ولادة ابي سفيان فمن جملة الشهود ابو مريم الخمار الذي احضر( سمية) اليابي سفيان وكان هذا ابو مريم قد اسلم وحسن اسلامه فقال له بم تشهد يا ايا مريم قال اشهد ان ابا سفيان حضر عندي وطلب بغياً فقلت له ليس عندي إلا( سمية) فقال هاتها على قذارتها ووضرها فاتيته بها فخلا معها، فخرجت من عنده وانها لتقطر منياً فقال له زياد مهلًا يا ابا مريم فانما دعيت شاهداً، ولم تدع شاتماً فاستلحقه معاوية.

قالوا وكان هذا الاستلحاق اول ما ردت به أحكام الشريعة علانية فان رسول الله( ص) قضى بالولد للفراش وللعاهر الحجر واعتذر قوم لمعاوية بان قالوا انما جاز استلحاق معاوية زياداً لأن أنكحة الجاهلية كانت انواعاً فمن جملتها ان الجماعة اذا جامعوا بغياً ثم ولدت تلك البغي الحقت الولد بمن شاءت منهم والقول في ذلك قولها.

فلما جاء الأسلام حرم هذا النكاح إلا أنه اقر ولد على نسبه الى الأب الذي عرف به من أي نكاح كان من انكحتهم ولايفرق الاسلام بين شي‌ء من ذلك.

قال آخرون صدقتم في هذا لكن معاوية توهم ان ذلك على هذه الصورة ولم يفرق بين ما سبق في الجاهلية والاسلام فان زياداً لم يعرف في الجاهلية بابي سفيان ولم يكن منسوباً إلا الى( عبيد) فكان يقال زياد بن عبيد، وبين الصورتين بون وقال الشاعر مشيراً الى القضية( وافر):

\sُ ألا أبلغ معاوية بن حرب‌\z مغلغله عن الرجل اليماني‌\z اتغضب ان يقال ابوك عف‌\z وترضى ان يقال ابوك زان‌\z فاقسم ان رحمك من زياد\z كرحم الفيل من ولد الاثان‌\z\E ثم صار زياد من رجال معاوية واعضاده فولاه البصرة وخراسان وسجستان واضاف اليه الهند والبحرين وعمان واضاف اليه في اخر الأمر الكوفة وكتب زياد على كتبه من زياد بن ابي سفيان وكانوا قبل ذلك يقولون له زياد بن عبيد تارة وتارة زياد بن( سمية) ومن يتحرى الصدق يقول زياد بن ابيه.

[3] مروق يزيد( لع) في اعماله واقواله: هي اشهر من ان يذكر فنشير اليها على سبيل الأختصار. أما اعماله فقتله الحسين( ع) اول سنة من حكمه وسبي ذراريه وتسيرهم مع الرؤس الى الكوفة ومنها الى الشام حتى اوقفهم في مجلسه المشؤم وهو غاص باهل الشام وغيرهم من سائر القبائل والشعوب والامام السجاد مكشوف الرأس الجامعة في عنقه وعماته واخواته مربقون في الحبال في ثياب بالية، وهو واشياعه من بني امية على الكراسي يرفلون، في الوان الحرير والديباج وراس الحسين( ع) بين يديه بلا جثته وهو مستوٍ على فراش وعلى رأسه التاج.

ومن اعماله استباحته لمدينة الرسول( ص) في السنة الثانية من حكمه علي يد مسلم بن عقبة المري وهي المعروفة( بوقعة الحرة) قال صاحب المختصر في احوال البشر(( تاليف الملك المؤيد عماد الدين اسماعيل ابي الفداء صاحب حماة المتوفى سنة( 732) ه- المطبوع بمطبعة( الحسينية) المصرية ج 1 ص( 191) إلى( 193) ثم دخلت سنة( 62) ه- و( 63) ه- فيها اتفق اهل المدينة على خلع يزيد بن معاوية واخرجوا نائبه( عثمان بن محمد) بن ابي سفيان منها فجهز يزيد جيشاً مع( مسلم ابن عقبة) وامره ان يقاتل اهل المدينة فاذا ظفر بهم اباحها للجند ثلاثة ايام يسفكون فيها الدماء ويأخذون ما يجدون من الأموال وان يبايعهم على أنهم خول وعبيد ليزيد( لع) واذا فرغ من المدينة يسير الى( مكة المكرمة) فسار مسلم المذكور في عشرة ألاف فارس من اهل الشام حتى نزل على المدينة من جهة( الحرة) واصر اهل المدينة من المهاجرين والأنصار وغيرهم على قتاله وعملوا خندقاً واقتتلوا وقتل( الفضل بن العباس) بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بعد ان قاتل قتالًا عظيماً وكذلك قتل جماعة من الأشراف والانصار ودام قتالهم ثم انهزم هل المدينة واباح مسلم مدينة النبي( ص) ثلاثة ايام يقتلون فيها الناس ويأخذون ما بها من الأموال ويفسقون بالنساء.

وعن الزهري ان قتلى( الحرة) كانوا سبعمائة من وجوه الناس من قريش والمهاجرين والأنصار وعشرة الاف من وجوه الموالي ومن لايعرف وكانت الواقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة( ثلاث وستين) ثم ان مسلماً بايع من بقي من الناس على انهم خول وعبيد ليزيد بن معاوية، ولما فرغ مسلم بن عقبة من المدينة سار بالجيش الى مكة.

ومما قاله الفخري(( محمد بن علي بن طباطبا المعروف بابن الطقطقي ص 86)) واباح مسلم بن عقبة( المدينة) ثلاثا فقتل ونهب وسبى فقيل ان الرجل من اهل المدينة بعد ذلك كان اذا زوج ابنته لايضمن بكارتها ويقول لعلها قد افتضت في وقعة( الحرة)(( بالحاء المفتوحة غير المعجمة)).

ومن أعماله في السنة( الثالثة) من حكمه هدمه البيت الحرام بالمنجنيق واحراقه بالنار وقطع سبل الحج على المسلمين وكان ذلك على يد( الحصين) بن نمير الكوفي سنة( 64) ه- قال صاحب الكامل(( العلامة ابي الحسن علي بن ابي عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الاثير الجزري الملقب بعز الدين في ج 4 ص 49)) ثم دخلت سنة( 64) ه- فلما فرغ مسلم من قتال اهل المدينة ونهبها شخص بمن معه نحو( مكة) يريد ابن الزبير ومن معه واستخلف عليالمدينة( روح بن زنباع) الجذامي، وقيل استخلف( عمرو بن مخرمة) الاشجعي فلما انتهى الى( المشلل) نزل به الموت وقيل مات بثنية هرشي فلما حضره الموت أحضر( الحصين) بن النمير وقال له يا برذعة الحمار لو ان الأمر الي ما وليتك هذا الجند ولكن امير المؤمنين ولاك خذ عني اربعاً(( قوله خذعني اربعاً هكذا في الاصل والمعدود ثلاثة لاغير في الكامل)) اسرع السير، وعجل المناجزة، ولاتمكن قريشاً من اذنك، ثم قال اللهم اني لم اعمل قط بعد شهادة ان لا اله إلا الله وان محمداً عبد ورسوله عملًا احب إليَّ من قتلي اهل المدينة ولا أرجى عندي في الأخرة( فلما) مات سار الحصين بالناس فقدم( مكة) لأربع بقين من المحرم سنة( 64) ه- وقدم بايع اهلها واهل الحجاز( عبد الله) بن الزبير واجتمعوا عليه ولحق به المنهزمون من اهل المدينة، وقد عليه( نجدة بن عامر الحنفي) في الناس من الخوارج يمنعون البيت وخرج ابن الزبير الى لقاء اهل الشام ومعه اخوه المنذر فبارز( المنذر) رجلًا من اهل الشام فضرب كل واحد منهما صاحبه ضربة مات منها ثم حمل اهل الشام عليهم حملة انكشف منها اصحاب( عبد الله) وعثرت بغلة عبد الله فقال تعساً ثم نزل فصاح باصحابه فاقبل اليه( الميسور بن مخرمة) ومعب بن عبد الرحمن بن عوف فقاتلا حتى قتلا جميعاً وضاربهم ابن الزبير الى الليل ثم انصرفوا عنه خهذا في الحصر الأول ثم اقاموا عليه يقاتلونه بقية المحرم وصفر كله حتى اذا مضت ثلاثة ايام من شهر ربيع الأول سنة( 64) ه- رموا البيت بالمجانيق وحرقوه بالنار واخذوا يرتجزون ويقولون:

\sُ خطارة مثل الفنيق المزيد\z نرمي بها أعواد هذا المسجد\z\E

اضف الى ذلك تهتكه بالفجور وشربه الخمور ولعبه بالطنبور وما اشبه ذلك من الملاهي والمناهي وقد اضربنا عن قصته مع عمته( ام الحكم) تنزيهاً للكتاب عن شناعتها ومن اراد الاطلاع عليها فعليه بكتب السير والتواريخ منها( حوادث البشر) لأحمد الحنفي الشيرازي.

( وأما مروقه في اقواله) فأليك منها ما تمثل به لما رأى الرؤوس ورأس الحسين والسبايا على ربا( جيرون) وهو هذا:

\sُ لما بدت تلك الحمول واشرقت‌\z تلك الشموس على ربى جيرون‌\z نعب الغراب فقلت صح أو لاتصح‌\z فلقد قضيت من النبي ديوني‌\z\E

ومن أقواله لما وضع راس الحسين( ع) بين يديه سمع غراباً ينعق فأنشأ يقول متمثلًا بقول ابن الزبعرى:

\sُ يا غراب البيت ما شئت فقل‌\z انما تندب امراً قد فعل‌\z كل ملك ونعيم زائل‌\z وبنات الدهر يلعبن بكل‌\z ليت اشياخي ببدر شهدوا\z جزع الخزرج من وقع الأسل‌\z لأهلوا واستهلوا فرحاً\z ثم قالوا يا يزيد لاتشل‌\z لست من خندف ان لم انتقم‌\z من بني احمد ما كان فعل‌\z لعبت هاشم بالملك فلا\z خبر جاء ولاوحي نزل‌\z قد اخذنا من علي ثارنا\z وقتلنا الفارس الليث البطل‌\z وقتلنا القرم من ساداتهم‌\z وعدلناه ببدر فاعتدل‌\z\E

ومن اقواله( لع) لما وضع الراس الشريف في الطست انشد يقول:

\sُ يا حسنه يلمع باليدين‌\z يلمع في الطست من اللجين‌\z كانما حف بوردتين‌\z كيف رايت الضرب يا حسين‌\z شفيت قلبي من دم الحسين‌\z اخذت ثار وقضيت ديني‌\z يا ليت من شاهد في الحنين‌\z يرون فعلي اليوم بالحسين‌\z\E

ومن اقواله( لع) لما وضع الراس الشريف في طبق من ذهب ثم دعا( لع) بالشراب فشرب ثم صب جرعة منه على الرأس وقال كيف رايت يا حسين اتزعم ان اباك ساق على الحوض فاذا مررت عليه يومئذٍ فلا يسقني وتقول ان جدك حرم آنية الذهب والفضة على الأمة ها رأسك على الذهب ويفتخر ابوك بانه قتل الأقران يوم بدر هذا بذاك يا حسين ثم انشد ارتجالًا يقول( لع):

\sُ هلالٌ بدا وهلالًا أفل‌\z كذلك تجري صروف الدول‌\z لئن ساءنا ان جيشاً مضى‌\z لقد سرنا ان جيشاً قفل‌\z\E

ومن أقواله( لع) لما وضع الرأس بين يديه دعا بقضيب حيزران فجعل ينكث به ثنايا الحسين( ع) وهو يقول:

\sُ نفلق هاماً من الرجال أعزة\z علينا وهم كانوا اعق واصبرا\z واكرم عند الله منا محلة\z وأفضل في كل الأمور وأفخرا\z عدونا وما العدوان إلا ضلالة\z عليهم ومن يعدو على الحق يخسرا\z فان تعدلوا فالعدل القاه أخراً\z اذا ضمنا يوم القيمة محشرا\z ولكننا فزنا بملك معجل‌\z وان كان في العقبى نار تسعرا\z\E ومن أقواله( لع) متمثلًا بقول الحصين بن الحمام:

\sُ أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت‌\z قواضب في ايماننا تقطر الدما\z يفلقن هاماً من رجال أعزة\z علينا وهم كانوا أعق وأظلما\z\E ومن أقواله( لع) بعد ان استدعى ابن زياد( لع) من الكوفة، وشكره على فعله بالحسين( ع) واهل بيته وأعطاه اموالًا جزيلة وتحفاً كثيرة من بيت مال المسلمين وقرب مجلسه رفع منزلته وأدخله على عياله ونسائه وأتخذه نديمه وسكر ليله فقال للمغن عن ثم انشد بديهاً في ساعة سكره:

\sُ اسقني شربة فروي فؤادي‌\z ثم ملها فأسقها ابن زياد\z صاحب السر والأمانة عندي‌\z ولتسديد مغنمي وجهادي‌\z قاتل الخارجي اعني حسيناً\z ومبيد الأعداء والأضداد\z\E ومن أقواله( لع) في قصيدته التي أولها:

\sُ علية هاتي علليني وأعلني‌\z بذلك اني لااحب التناجيا\z حديث أبي سفيان قدما تمامها\z الى احدٍ حتى اقام البواكيا\z ألا هاتي فاسقيني على ذاك قهوة\z تخيرها الغنسى كرما شأميا\z اذا ما نظرنا في امور قديمة\z وجدنا حلالًا شربها متواليا\z وان مت يا ام الحمير فانكحي‌\z ولا تأملي بعد الفراق التلاقيا\z فان الذي حدثت من يوم بعثنا\z أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا\z\E

ومن اقواله( لع):

\sُ معشر الندمان قوموا\z واسمعوا صوت الأغاني‌\z واشربوا كأس مدام‌\z واتركوا ذكر المعاني‌\z شغلتني نغمة العيدان‌\z عن صوت الآذان‌\z وتعوضت عن الحور\z خموراً في الدنان‌\z\E

ولم يكتف بذلك( لع) حتى صار يفتخر على الحسين( ع) مخاطباً الى اهل مجلسه وهو يشير الى راس الحسين( ع)( ان) هذا كان يفتخر علي ويقول ابي خير من اب يزيد وامي خير من ام يزيد وجدي خير من جد يزيد وانا خير منه فهذا الذي قتله.

واما قوله امي خير من ام يزيد فلعمري لقد صدق فان فاطمة بنت رسول الله( ص) خير من امي( واما قوله جدي خير من جده فليس لأحد يؤمن بالله واليوم الأخر يقول انه خير من محمد( ص).

و( اما) قوله بان ابي خير من أب يزيد فلقد حاج ابي اباه فقضى الله لأبي على ابيه( واما) قوله بانه خير مني فلعله لم يقرأ هذه الآية[ قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَا ءُ].

واما قوله( لع) انكاره لما جاء بن النبي الأمين( ص) وأظهار أحقاده الجاهلية واضغانه البدرية وأنشاده في الأنتقام من بني احمد واتراً عن شيوخه الكفرة الفجرة المقتولين يوم بدر على ما هم عليه من الكفر والفسق.

وكيف لايفعل ذلك وقد صفى سلطانه بقتله للحسين( ع) فتخيل فضله عليه واحتج بذلك ان الله قد اتاه الملك وانه قد اعزه بذلك، وانه قد اذل الحسين( ع) لذا استدل بالآية الشريفة المارة الذكر.

ولم يلتفت( لع) الى ما قال ليس تأويل الآية ما ذكر، ولا اراد الله سبحانه وتعالى ما ذهب الجاهل اليه وانما اراد( المولى جل وعلا) بالملك الذي اضافه اليه انما الملك بالحق والاستحقاق والعدل( وتعز من تشاء) بالطاعة التي يطاع بها وفي الاخرة بالجنة والثواب( ويذل من يشاء) بالمعصية وقيام الحد اليه في الدنيا وفي الاخرة عذاب النار( واما) التغلب على الملك واخذه بغير استحقاق فلا يقال له انه داخل في الآية الشريفة.

ولم يلتفت( لع) الى انه بهذه الحالة هو الذليل( وان) الحسين( ع) بهذه الحالة وهو العزيز( وان الله سبحانه وتعالى) قد أتى الملك للحسين( ع) والذكر الجميل الى أبد الآبدين، ونزع الملك منه بفعله( واذا) أردت ان تعرف مصادق( تذل من، وتعز من) فانظر الى قبر الحسين( ع) واحتارمه وتعظيمه وتبجيله في كل يوم بل في كل ساعة الى يومنا هذا بل الياخر البد وكذلك قبر جده المختار( ص) وابيه الكرار( ع) وأولاده الأئمة الاطهار.

وسنزيدك بياناً في اخر الكتاب او في ج 3 منه( أي الحزبين اضعف ناصراً واقل جندا) والأمور بعواقبها.

اسم الکتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست