responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    الجزء : 1  صفحة : 62

طالما كانت تنوه في ترويج الشعائر الاسلامية والتذكارات الحسينية منذ عشرين سنة، ونرى في الحاضر أن ذلك المبدأ النزيه قد تحول الى مبدأ وخيم كأنه مستمد من مبادئ ذوي الضلال، الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون.

فما كان حسباني به أن يمد يد المساعدة لذوي الضلال بنشر هذه الدسائس الباطلة التي ما فتئت مثابرة على محو ما جاء به سيد الرسل طه (ص) وما يقوم دعائم احكامه ونفي ما للأئمة الطاهرين (ع) الاستحقاق لتعظيم شعائرهم الزكية التي عليها مبني اعتقادنا انها هي الوسيلة الوحيدة بعد اعترافنا بتوحيد الجليل جل شأنه والإقرار بنبوة سيد الكائنات محمد (ص) وما نص به من الولاء والتمسك بعترته الهادية وامرنا بمودتهم نص أية (المودة).

فيثبت لذوي البصيرة و البصر بقبوله نشر هكذا زخاريف على صحائف جريدته المعروفة (......) انه هو المؤيد لنشر هذه المبادى الساقطة عن حوزة الحق واليقين ولو لم يكن كذلك لما صوب بنشر المقالتين تحت امضاء المظل (......)

وبما ان الحقيقة دلتنا على منطويات ما اراد به صاحب (الجريدة) وذلك ما يقصد إلا ترويج مذهب الوهابية[1] والأعتقاد بآراء من يحبذ عدم قيد الأنسان بدين من الأديان حتى‌


[1] واليك ما رواه صاحب( فوز العباد في المبدأ والمعاد) المطبوع بمطبعة النجف سنة( 1342) ه- ما نصه في صحيفة( 39) قال: ان اول من ابتدع هذه الشبهه أحمد بن تيمية وكان في حدود( 1700) معاصراً للعلامة الحلي ووقفت على كتاب ضخم رد فيه على منهاج الكرامة الذي صنفه العلامة في الأمامة فوجدته كتاب سوء وكان من المجسمة( 30) يزعم ان الله مستو على عرش ينزل الى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل وان لله وجهاً ويداً وقدماً وساقاً وسمعاً وبصراً وصورة وهذه الشبهة بقيت مخبئة في صفحات الطروس حتى ظهر في ابتداء القرن( 13) رجل يدعى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان وكان سليمان عائلًا من الرعاة، وكان قد رأى في منامه انه بال فاصاب رشاش بوله جملة كثيرة من الناس فعبر له انه يولد له ولد يبتدع بدعة يضل بها جملة من أهل الأرض، حتى ولدنا فلتة محمد بن عبد الوهاب فلما ترعرع ادعى انه من ذرية( رسول الله( ص)) وانه مرسل ليدعو الناس الى توحيد الله بالنحو الذي ابتدعه ابن تيميه بزعم ان لاتوحيد سواه فمن قبله كان موحداً محفوظ النفس والمال ومن لم يقبله يقتل وتستصفى أمواله فتبعه على ذلك طلباً للسلطة عبد العزيز بن سعود وكان من مشايخ عرب نجد فاعان على انتشار هذا المذهب حتى استوعب القطر النجدي، ثم ترتب( محمد) رئيساً دينياً للفتوى والحكم الديني، وترتب( ابن سعود) رئيساً لحكم السيف والقوة الاجرائية وصارت ذرية كل منهما اخواناً تتوليذلك الى عصرنا الحالي.

وكان من عادة ابن سعود اذا غزى قوماً دعاهم الى الاعتقاد بالقران على مذهب الوهابي فمن اجاب ارسل اليه حاكماً يأخذ عشر رجاله بالقرعة فيضيفه لجيشه ويأخذ ايضاً عشر امواله ويضيفه لخراجه ومن لم يطع قاتله واستصفى جميع امواله واستعبد كل رجاله فاطاعه جملة اهل البادية التي ما بين بحر( القلزم) الأحمر وخليج( فارس) وبادية( سوريا) واختار الدرعية الواقعة تجاه( الجنوب) الشرقي من البصرة قاعدة بلاده( وعاصمة) امارته وتواترت غاراته على مكة والمدينة والشام ومصر سيما العراق فانه عاث فيه بالقتل والنهب وحرق الزرع واتلاف المواشي بما لايتناهى حده حتى انه في سنة( 1216) هجم على كربلاء وقتل حتى الاطفال وهد اركان الحضرتين وهدم بعض البناء وفعل الأفاعيل المخزية وفي( 9) صفر سنة( 1221) هجم قبيل الصبح على النجف حتى ان بعض اصحابه تسلق السور فحاربه اهلها وافشوا القتل في جيشه فرجع خائباً وفي جماد الاخر سنة( 1222) هجم ليلًا على النجف ايضاً وقد بلغهم خبره فوجدهم على حذر فرجع عنهم وسار الى كربلاء وكثر القتل من الطرفين وفي( 8) رمضان سنة( 1225) احاط بكربلاء والنجف بعد ان قتل الجم الغفير من زوار النصف من شعبان وهرب الباقون الى الحسكة، وقد كان اهل النجف قد أعدوا لمحاربته العدد النارية حتى ان في دورنا كانت جملة مخازن بارودية وبنادق رصاصية وآلات رمي مما اختزنها الجد الأعلى شيخنا الأكبر الشيخ جعفر الكبير لدفاعه وبالجملة ان النجف كانت على خطر عظيم من غاراته الى ان جدد السور( الصدر الأعظم) الايراني الاصفهاني( محمد حسين خان) بتاريخ( يك برج زقلعى نجف نه فلك است) سنة( 1222)

اسم الکتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست