responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 62

تقتدي به الناس أو في الصلاة مع الناس لأنها مظنة الرياء فتفوته فضيلة الجماعة ويحرمه من ثوابها أو في المكان الشريف فيفوّت عليه فضيلة المسجد وهكذا، وربما وسوس لصنف من الناس في خصوص شي‌ء من أمور الشريعة دون باقي الأشياء فتراهم يحتاطون فيه غاية الاحتياط حتى يقعوا في العسر والحرج وتحمّل الضرر وهم بالنسبة إلى غيره من الأمور كسائر المكلفين، فقد رأينا كثيراً من الناس يحتاطون في أمر الطهارة والنجاسة ويتطلبون الطهارة الواقعية وتحصيل اليقين بها ويتجنبون كل ما يحتملون نجاسته أو يشكون في طهارته ولا يجرون على طريقتهم هذه بالنسبة إلى الحل والحرمة وغيرهما. وإني كلما سبرت أحوال هؤلاء الأعراب النجديين وتصفحت أقوالهم وكلماتهم أراهم في أمر التوحيد والشرك دون غيرهما من أصول الدين أشبه شي‌ء بأهل الوسواس في أمر الطهارة والنجاسة دون غيرهما من أمور الشريعة، فقد رأينا في هؤلاء أشخاصاً كثيرين لا يرون شيئاً طاهراً أو يتأولون لنجاسة ما في أيدي المسلمين والنجاسة ما يباع في أسواقهم وبيوتهم بوجوه بعيدة وأمور غير سديدة فيخالفون الشرع وهم يظنون أنهم يوافقونه، ويعصون أمر الله وهم يتخيلون أنهم يطيعونه، فهم في ذلك من حزب الشيطان لا من حزب الرحمن، وهكذا هؤلاء الأعراب المساكين قد ابتلاهم الشيطان بالوسواس في أمر التوحيد والإشراك فتراهم لا يرون أحداً من الموحدين ولا شخصاً من المسلمين إلا ويتأوّلون لإشراكه وكفره وجوهاً بعيدة لا تخطر في بال من كفروه بها ولا تمر بخياله يأتي الرجل المسلم الموحد إلى أحد المشاهد ولامحّرك له ولا باعث إلا أمر المولى جل جلاله ولا قصد له إلا إطاعته وامتثال أمره فإذا وصل إلى ذلك المشهد وسلّم على ذلك الولي الذي يعتقد أنه عبد من عبيد الله ومخلوق من مخلوقاته إلا أنّه حي عند ربه يرزق ويحترمه ميتاً لأن الله جعل حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حياً، ثم صلّى في مشهده ركعتين بطهارة مشروعة ولباس طاهر حلال مستقبلًا قبلة الإسلام، ثم بعد فراغه أهدى ما جعله الله تعالى تفضلًا منه من الأجر والثواب إلى ذلك الولي، ثم دعا الله تعالى وابتهل إليه وسأله المغفرة والرحمة والعفو والعافية وغيرهما من حوائجه، ثم خرج إلى رحله. فمثل هذا يقال فيه: إنّه كافر مشرك، وإنّه‌

اسم الکتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست