responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 141

إن هذه المقالة لم يأتِ فيها بحجة جديدة وإنما ذكر فيها أموراً آنفة قد أجاب عنها أهل الرسائل وأبانوها بأوضح الدلائل المشار إليها، ولضيق باعه وقلة متاعه اضطر إلى الإعراض عنها وجعل ذلك امتثالًا لقوله تعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ)[1]) وقوله: (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)[2]) والذي يظهر أن هذا الرجل لا يعرف الكلام العربي، فإن تعبيره بالامتثال لا وقع له إذ لا أمر حتى يمتثل ولا تكليف حتى يطاع، وعلى فرضه فما معنى قوله: إن كلامهم من الهذيان واللغو الذي لا يدري صاحبه ما يقول. أفهذا من السلام وكيف يُعدّ نفسه معرضاً عن الجواب وهو يخاطبهم بهذا الخطاب ثم يعيد ما عنده من الحجج، ويستوفي ذكرها أليس هذا من ضيق الخناق وعدم القدرة على رد الجواب؟ إن رجلًا لا يفهم ما يقول كيف يرجى منه أن يفهم ما يقال له؟

ومن البليّةِ عَذْلُ مَنْ لا يَرْعوي‌

عن غَيِّهِ وَخِطابُ مَنْ لا يَفْهَمُ‌[3]

إن دفاع العلماء عن قبور الأولياء والأنبياء وأهل البيت إنما هو انتصار للحق والحقيقة، وليست هي قبور آبائهم ولا أجدادهم ولا هي مما يتفاخرون به أو يتكاثرون، وإن إصرار ابن سليمان وأحزابه على هدمها إنما هو لما انطوى عليه قلبه من العداوة والبغض لأولياء الله وأهل بيت رسول الله فلا تنجح معه مقالة ولا يدعه نصبه أن ينقاد لدلالة، وإنما تنجح المقالة في المرء إذا صادفت هوى في الفؤاد.

ولو كان من محبي أهل البيت لظهرت منه دلائل وشمائل هيهات:

كذبتك نفسك لست من أهل الهوى‌

للعاشقين شمائلٌ ودلائل‌


[1] سورة القصص: 55

[2] سورة الفرقان: 63

[3] شرح ديوان المتنبي/ عبد الرحمن البرقوقي: 4/ 254.

اسم الکتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست