responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 362

و كل هذه الآيات تدل على أن الرضا مخصوص بالمؤمنين، و غير ثابت فى حق الكفار، فدل على أن الرضا غير الإرادة.

و أيضا قال: اللهم ارض عنا، و لو لا أنه يختص بالمؤمنين و إلا لما حسن طلبه بالدعاء، ثم القائلون بهذا القول فسروا الرضا بإعطاء الثواب، أو بذكر المدح و الثناء.

و كان والدى و شيخى يذكر فيه وجها ثالثا فيقول: الرضاء عبارة عن ترك الاعتراض، و يحتج فيه بقول ابن دريد:

رضيت قسرا و على القسر رضا

من كان ذا سخط على صرف القضا

و فى بعض الأخبار: «من لم يرض بقضائى فليطلب ربا سوائى» و إذا كان الرضا عبارة عن ترك الاعتراض. فقوله: «وَ لا يَرْضى‌ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ» «1» أى لا يترك الكفر، أى لا يترك الاعتراض عليهم فى فعل الكفر، و أجاب الأولون فقالوا: التمسك بقوله: «وَ لا يَرْضى‌ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ» ليس بقوى من وجهين:

الأول: أن لفظ العباد فى القرآن مخصوص بأهل الإيقان؛ قال تعالى:

«وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً» «2» الآية، و قال: «عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ» «3» و المراد المؤمنون، فقوله: «لا يَرْضى‌ لِعِبادِهِ الْكُفْرَ» أى لا يرضاه للمؤمنين، و نحن نقول به.

الثانى: أن لا يرضى أن يجعل الكفر دينا مشروعا لهم.

______________________________
(1) جزء من الآية 7 من سورة الزمر.

(2) جزء من الآية 63 من سورة الفرقان.

(3) جزء من الآية 6 من سورة الإنسان.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست