responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 343

القول فى تفسير اسمه (الجامع)

قال تعالى: «رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ» «1» و قال، «يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ» «2».

و اعلم أن كونه جامعا يحمل أن يكون المراد منه أنه جمع الأجزاء، و ألفها تأليفا مخصوصا، و تركيبا مخصوصا، و يحتمل أن يكون المراد منه أنه جمع بين قلوب الأحباب، كما قال: «وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ» «3» و يحتمل أنه يجمع أجزاء الخلق عند الحشر و النشر بعد تفرقها، و يجمع بين الجسد و الروح بعد انفصال كل واحد منهما عن الآخر، و يحتمل أنه يجمع الخلق فى موقف القيامة، و يجمع بين الظالم و المظلوم، كما قال: «هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَ الْأَوَّلِينَ» «4» ثم يرد من شاء إلى دار النعيم، و من شاء إلى الجحيم، كما قال: «إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ» «5».

أما حظ العبد منه: فهو أن يجمع بين الشريعة، و الطريقة، و الحقيقة.

أما المشايخ فقالوا: الجامع هو الّذي جميع قلوب أوليائه إلى شهود عظمته، و صانهم عن ملاحظة الأغيار برحمته.

______________________________
(1) جزء من الآية 9 من سورة آل عمران.

(2) جزء من الآية 109 من سورة المائدة.

(3) جزء من الآية 63 من سورة الأنفال.

(4) الآية 38 من سورة المرسلات.

(5) جزء من الآية 140 من سورة النساء.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست