responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 283

تستدعى مرحوما ضعيفا، و الود لا يستدعى ذلك، بل الإنعام على سبيل الابتداء من نتائج الود.

الثانى: أن يكون معنى كونه ودودا أن يوددهم إلى خلقه، كما قال: «سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» «1».

الثالث: أن يكون فعول بمعنى المفعول، كما قيل: رجل هيوب بمعنى مهيب، و فرس ركوب، بمعنى مركوب، فاللّه سبحانه و تعالى مودود فى قلوب أوليائه، لكثرة وصول إحسانه إليهم.

أما حظ العبد من هذا الاسم: فهو أن يكون كثير التودد إلى الناس بالطرق المشروعة، و من ذلك لما كسرت رباعية النبي صلى اللّه عليه و سلم قال‌ «2»: اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون، و قال لعلى عليه السلام: إن أردت أن تسبق المقربين فصل من قطعك، و اعط من حرمك، و اعف عمن ظلمك.

أما المشايخ فقالوا: شرط المحبة أن لا يزداد بالوفاء، و لا ينتقص بالجفاء.

جلس الشبلى فى البيمارستان، فدخل عليه قوم، فقال: من أنتم؟ فقالوا نحن محبوك، فأقبل يرميهم بالحجارة ففروا؛ فقال: لو كنتم محبين لى لما فررتم عن بلائى.

و قيل: الودود هو المتحبب إلى أوليائه بمعرفته، و إلى المذنبين بعفوه و رحمته، و إلى العوام برزقه و كفايته.

و قيل: الودود الّذي إذا أحبك قطعك عن الأغيار، و أزال عن قلبك ملاحظة الرسوم و الآثار.

______________________________
(1) جزء من الآية 96 من سورة مريم.

(2) و ذلك فى غزوة أحد.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست