responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 193

إن الكتاب مهيمن لنبينا

و الحق يعرفه أولو الألباب‌

فاللّه سبحانه مهيمن، أى شاهد على خلقه بما يصدر منهم من قول أو فعل، و لهذا قال‌ «إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ» «1» فيكون المهيمن على هذا التقدير هو العالم بجميع المعلومات، الّذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة فى الأرض و لا فى السماء.

الثانى: المهيمن هو المؤمن، قلبت الهمزة هاء لأن الهاء أخف من الهمزة، و له نظائر فى اللغة، كقولنا. هيهات، و أيهات، و هياك و إياك، و على هذا التقدير المهيمن هو المؤمن.

الثالث: قال الخليل بن أحمد: المهيمن هو الرقيب الحافظ، و منه قول العرب هيمن فلان على كذا إذا كان محافظا عليه.

الرابع: قال المبرد: المهيمن الحدب المشفق، تقول العرب للطائر إذا طار حول و كره و رفرف عليه، و بسط جناحه يذب عن فرخه قد هيمن الطائر، قال أمية ابن أبى الصلت:

مليك على عرش السماء مهيمن‌

لعزته تعنو الوجوه و تسجد

الخامس: قال الحسن البصرى، المهيمن المصدق؛ و هو فى حق اللّه تعالى يحتمل وجهين، أحدهما أن يكون ذلك التصديق بالكلام؛ فيصدق أنبياءه بإخباره تعالى عن كونهم صادقين؛ و الثانى، أن يكون معنى تصديقه لهم، هو أنه يظهر المعجزات على أيديهم.

السادس: قال الغزالى: اسم لمن كان موصوفا بمجموع صفات ثلاث، أحدها العلم بأحوال الشي‌ء، و الثانى: القدرة التامة على تحصيل مصالح ذلك الشي‌ء، و الثالث‌

______________________________
(1) جزء من الآية 61 من سورة يونس.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست