responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 190

الأول: أنه أخبر عن وحدانية نفسه. حيث قال: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» «1» فكان هو الإخبار. و هذا التصديق إيمانا.

الثانى: أنه صدق أنبياءه بإظهار المعجزة على أيديهم، فإظهار المعجزة من صفات الفعل، و لكنه دل على أنه صدق الرسل بكلامه فى ادعاء الرسالة، و لذلك قال: محمد رسول اللّه، فكان هذا الإخبار و التصديق إيمانا.

الثالث: أنه تعالى يصدق عباده ما وعدهم به من الثواب فى الآخرة، و الرزق فى الدنيا، قال فى الثواب: «جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ» «2» و قال فى الرزق‌ «وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها» «3».

الرابع: أنه قال فى صفة المؤمنين‌ «لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ» «4» فهو تعالى يصدق هذا الإخبار.

الخامس: أنه تعالى قال: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ» «5» فهو يصدق هذا الوعد؛ فهذا كله إذا حملنا المؤمن على المصدق، أما إذا حملناه على أنه تعالى يجعل عباده آمنين من المكروهات فهذا يمكن حمله على أحوال الدنيا، و على أحول الآخرة.

أما الدنيا فقد قال الغزالى: «إن إزالة الخوف لا يعقل إلا حيث حصل هناك خوف، و لا خوف إلا عند إمكان العدم، و لا مزيل للعدم إلا اللّه، فلا مزيل للخوف إلا هو، فلا مؤمن إلا هو، و بيانه: أن الأعمى يخاف أن يناله هلاك من حيث لا يرى، فعينه الباصرة تفيد الأمن من الهلاك، و الأقطع يخاف ما لا يدفع إلا باليد، فاليد السليمة أمان له، و هكذا جميع الحواس و الأطراف، فخالق‌

______________________________
(1) جزء من الآية 18 من سورة آل عمران.

(2) جزء من الآية 8 من سورة البينة.

(3) جزء من الآية 6 من سورة هود.

(4) جزء من الآية 103 من سورة الأنبياء.

(5) الآية 9 من سورة الحجر.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست