responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 188

فان قيل: فعلى هذا التفسير لا يبقى بين القدوس و السلام فرق؟.

قلنا: كونه قدوسا إشارة إلى براءته عن جميع العيوب فى الماضى و الحاضر، و كونه سالما سليما إشارة إلى أنه لا يطرأ عليه شي‌ء من العيوب فى الزمان المستقبل.

و أيضا يحتمل أن يحمل القدوس على كونه منزها عن صفات النقص، و يحمل السلام على كونه منزها عن أفعال النقص.

الاحتمال الثانى: أن يكون المراد من السلام كونه معطيا للسلامة، و هذا المعنى يتناول المبدأ و المعاد، أما المبدأ فهو أنه تعالى جعل أكثر مخلوقاته سليما عن العيوب، قال تعالى: «ما تَرى‌ فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ» «1» و قال: «رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌» «2».

و أما المعاد فهو أن الخلق سلموا عن ظلمه، قال: «وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» «3» و فيه وجه ثالث: و هو أن يكون السلام بمعنى المسلم، و معناه أنه تعالى يسلم يوم القيامة على أوليائه قال تعالى: «تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ» «4».

و اعلم أن سلام اللّه هو كلامه، فإن حملنا السلام على البراءة عن العيوب كان ذلك من صفات التنزيه، و إن حملناه على كونه مسلما على أوليائه كان من صفات الذات، و إن حملناه على كونه معطيا للسلامة كان من صفات الأفعال.

و أما المشايخ فقالوا: السلام من العباد من سلم عن المخالفات سرا و علنا، و برئ من العيوب ظاهرا و باطنا، دليله قوله تعالى. «وَ ذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ» «5» و قيل. هو من كان سليما من الذنوب، بريئا من العيوب، قال تعالى‌ «إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ» «6» و القلب السليم هو الخالص من الشرك و النفاق،

______________________________
(1) جزء من الآية 3 من سورة الملك.

(2) الآية 50 من سورة طه.

(3) جزء من الآية 46 من سورة فصلت.

(4) جزء من الآية 44 من سورة الأحزاب.

(5) جزء من الآية 120 من سورة الأنعام.

(6) الآية 89 من سورة الشعراء.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست