responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 184

أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ. وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ» «1».

و أعلم أن من عرف هذه الأحوال تخلص عن مساكنة الأشباح، و انفرد بمالك النفوس و الأرواح، و قطع رجاءه عن الخلائق، و سلم عن الآفات و العلائق، و لهذا المعنى قال بعض المشايخ: أ يجمل بالحر المريد أن يتذلل للعبيد، و هو يجد من مولاه ما يريد.

و قال سفيان بن عيينة: بينا أنا أطوف بالبيت، إذ رأيت رجلا وقع فى قلبى أنه من عباد اللّه المخلصين، فدنوت منه، فقلت: هل تقول شيئا ينفعنى اللّه به؟

فلم يرد عليّ جوابا، و مشى فى طوافه، فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل الحجر فجلس، فجلست إليه فقلت: هل تقول شيئا ينفعنى اللّه به؟ فقال:

هل تدرون ما قال ربكم؟ قال: ربكم: أنا الحى الّذي لا أموت هلموا أطيعونى أجعلكم أحياء لا تموتون، أنا الملك الّذي لا أزول هلموا أطيعونى أجعلكم ملوكا لا تزولون، أنا الملك الّذي إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون ها أطيعونى أجعلكم إذا أردتم شيئا قلتم له كن فيكون، قال: ثم نظرت فلم أجد أحدا فظننت أنه الخضر عليه السلام.

و حكى أن بعض الأمراء قال لبعض الصالحين: سل حاجتك. قال: أولى تقول ولى عبدان هما سيداك؟! قال: و من هما؟! قال: الشهوة و الغضب غلبتهما و غلباك، و ملكتهما و ملكاك.

و قال بعضهم فى تفسير قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام‌ «رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ» «2» يريد القدرة على النفس، ثم قال بعده‌ «وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ» يريد به العلم و الحكمة، فالأول إشارة إلى إصلاح القوة العملية،

______________________________
(1) الآيتان 97، 98 من سورة (المؤمنون).

(2) جزء من الآية 101 من سورة يوسف.

اسم الکتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست