responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 78

ونفهم من هذه الآية- إضافةً إلى التأكيد على وجوب طاعة الله ورسوله، وأنّ الهداية في طاعة الرسول-: أنّ طاعة الرسول والحكومة التي يقودها إنّما تقوم على أساس من إرادة الناس ورضاهم، وأنّها لا تفرض عليهم فرضاً، وهذا هو معنى قوله تعالى: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ‌[1].

فالجملة الأخيرة التي تحصر مهمّة الرسول في «البلاغ» كالآيات التي تحصر مهمّته في «التبشير» و «الإنذار»؛ كقوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَ نَذِيراً[2]، لا تعني- كما زعم البعض- أنّ «الرسول ليست مهمّته القيادة والحكم، بل مهمّته إبلاغ أمر الله ونهيه» فحسب؛ بل تعني أنّ مهمّة الرسول هي مهمّة القيادة والحكم، وسياسة المجتمع وإدارته، لكنّ سنّة الله وإرادته لم تشأ أن تفرض هذه السلطة على الناس بالإكراه والجبر؛ بل على أساس الدعوة إليها، والتبليغ بها، ويجب على الناس الاستجابة لهذه الدعوة كما قال سُبحَانَهُ وَتَعَالى: أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‌[3]، و لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ[4]، و ما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ[5].


[1] سورة النور: 54.

[2] سورة الإسراء: 105.

[3] سورة يونس: 99.

[4] سورة الغاشية: 22.

[5] سورة ق: 45.

اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست