اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن الجزء : 1 صفحة : 278
فلابدّ أن
يكون المقصود بالوراثة: خلافة العلماء للأنبياء، ومرجعيّتهم للناس في شؤونهم التي
يرجعون فيها إلى الأنبياء، وأن يكون وصف «العلماء» وصفاً معرّفاً لهؤلاء الخلفاء
الوارثين مقام الأنبياء؛ وهو المطلوب.
الحديث
الخامس
ما
جاء في ذيل الخطبة المعروفة بالشقشقية، وهي من مشهورات خطب أمير المؤمنين
صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ، وجلائل كلماته المعروفة عنه. قال صَلَوَاتُ اللّهِ
عَلَيْهِ في خاتمة كلامه في هذه الخطبة:
أما
والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة؛ لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود الناصر، وما
أخذ الله تعالى على العلماء أن لا يُقارّوا على كِظّة ظالم، ولا سَغب مظلوم؛
لألقيتُ حبلها على غاربها، ولسقيتُ آخرها بكأس أوّلها، ولألفتيم دنياكم هذه أزهد
عندي من عفطة عنز.[1]
أمّا
سند الرواية: فهي ممّا رواه الرضي مرسلًا عن أمير المؤمنين في نهج البلاغة، ولا
يضرّ الإرسال بصحّتها، لأنّ هذه الخطبة من خطب أمير المؤمنين المشهورة التي أدلى
بها زمن خلافته، واشتهرت بين الناس، وتواتر نقلها عنه، وهكذا شأن سائر خطبه
المعروفة المشهورة، فلا حاجة في إثباتها إلى وجود إسناد صحيح كسائر أخبار الآحاد،
وقد قال الشيخ المفيد بشأن هذه الخطبة: «هي أشهر من أن ندلّ عليها لشهرتها»[2].
وقال السيد عبد الزهراء الخطيب في كتابه «مصادر نهج البلاغة»- عند ذكره لهذه
الخطبة