اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن الجزء : 1 صفحة : 120
قال الطبرسي
في مجمع البيان:
وردت
الرواية من طريق الخاص والعام أنّ المراد «صالح المؤمنين»: أمير المؤمنين علي (ع)،
وهو قول مجاهد، وفي كتاب شواهد التنزيل بالإسناد: عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر
الباقر (ع) قال: لقد عرّف رسول الله (ص) علياً أصحابه مرتين، أما مرّة فحيث قال:
«من كنت مولاه فعليّ مولاه»، وأمّا الثانية فحيث نزلت هذه الآية: فَإِنّ اللّهَ
هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المؤْمِنِينَ أخذ رسول الله (ص) بيد علي (ع)
فقال: «أيّها الناس هذا صالح المؤمنين»، وقالت أسماء بنت عميس: سمعت أنّ النبي (ص)
يقول: «وَصَالِحُ المؤْمِنِينَ: عليّ بن أبي طالب».[1]
ومعنى
«المولى» في الآية- كما هو واضح هو: الأولى بالشيء، فيكون معنى الآية أنّ الأولى
برسول الله ثلاثة: الله جَلَّ وَعَلا، وجبرئيل، وعلي (ع). ومعنى كونهم «أولى برسول
الله»: أنّهم يتولّون أمره كلّ بحسب شأنه ورتبته، فالله سُبحَانَهُ وَتَعَالى
يتولّى أمره بالرّعاية والتسديد، وجبرئيل بالنصرة والتأييد، وعليّ (ع) بالقيام
بأمره وخلافته.