قال
في القاموس:" عَدَن بالبلد عَدْناً: أقام .. والمعدِن كمجلس: منبت الجواهر من
ذهب ونحوه؛ لإقامة أهله فيه دائماً، أو لإنبات الله عَزَّ وَجَلَّ إيّاه فيه،
ومكان كلّ شيء فيه أصله"[1].
والظّاهر:
عدم اختصاص المعدن في اللّغة بمنبت الجواهر، وإنمّا ذكر الجواهر في كلام
صاحب" القاموس" من باب الفرد الأجلى، ولذلك قال في" لسان
العرب":" وقال الليث: المعدن مكان كلّ شيء يكون فيه أصله ومبدؤه، نحو:
معدن الذهب والفضّة والأشياء"[2]. فقد عمّم
المعدن في هذا الكلام إلى سائر الأشياء غير الذهب والفضّة.
والظاهر:
أنّ شمول مفهوم" المعدن" لمكان غير الجواهر من الأشياء المفيدة- كالفحم
والزيت والقار والحديد وغير ذلك- ممّا لاشكّ فيه لغة.
ولذلك:
فالمتحصّل من المعنى اللغوي لكلمة" المعدن": دلالتها على منبت الشيء
والمكان الذي ينبت منه أصله، وعلى كلّ مادّة نافعة مرغوب فيها تنبت في الأرض،
وإنمّا اطلقت على المعنى الثاني: لمكان مناسبة الحال والمحل، ثمّ أصبحت يراد بها:
الحالّ- أي ذات المادّة النابتة في الأرض- من غير قرينة؛ لكثرة الاستعمال.