responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثبوت الهلال في الأماكن المتباعدة المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 88

[ردود عن الاعتراضات‌]

وبالجملة ما ذكر من الفرق بين حالات القمر وبين الليل والنهار وإن كان ثابتاً في أصله، ولكنه لا يقتضي- بوجه البناء- على أنّه بخروج القمر عن تحت الشعاع يبتدئ الشهر القمري الجديد لأهل الأرض جميعاً في تمام الأصقاع والبقاع- كما ادّعاه (قدس سره) في البيان المتقدم- إلا إذا ثبت أنّ العرف الممضى من قبل الشرع المقدس قد اتخذ بداية الشهر القمري ما ذكر، ولكن هذا غير صحيح قطعاً، وإلّا لزم أن تكون بداية الشهر القمري لنصف الكرة الأرضية في أثناء النهار، وهو ما لا يساعد عليه العرف، فإن الشهر يبتدئ عندهم من الليل. ([1]

______________________________
(1) ما ذكره (دام ظلّه) من لزوم أن تكون بداية الشهر القمري لنصف الكرة الأرضية في أثناء النهار غير صحيح؛ وذلك:

أوّلًا: لأنّ لكل ليل نهاره الخاص به والشهر القمري يبدأ بالليل فالنهار الموجود في نصف الكرة الأرضية المقابل لنصفها الآخر الذي يرى فيه الهلال إنما هو نهار الليلة السابقة على الليلة التي يرى فيها الهلال في النصف الآخر. اما نهار الليلة التي يرى فيها الهلال فهو النهار القادم الذي يبدأ بعد انتهاء هذه الليلة التي رؤي فيها الهلال، وهذا بالإضافة إلى وضوحه العرفي والعقلائي والعلمي أكدتْه الروايات الكثيرة التي سيشير سيدنا السيستاني (دام ظلّه) إلى بعضها في النصّ أعلاه.

وثانياً: لو صحّ ما ذكره (دام ظلّه) من الإشكال، لورد على مبناه أيضاً بنحو من الأنحاء، وذلك لأنّ خروج القمر من المحاق وبلوغه إلى الدرجة التي يمكن رؤيته قد يتحقق بالنسبة لكثير من نقاط الأرض في النّهار- وإن منع من رؤيته ضوء الشمّس- فيلزم- بناء على هذا الاشكال- أن يكون النهار بداية الشهر القمري في تلك النقطة التي‌


[1] ما ذكره( دام ظلّه) من لزوم أن تكون بداية الشهر القمري لنصف الكرة الأرضية في أثناء النهار غير صحيح؛ وذلك:

أوّلًا: لأنّ لكل ليل نهاره الخاص به والشهر القمري يبدأ بالليل فالنهار الموجود في نصف الكرة الأرضية المقابل لنصفها الآخر الذي يرى فيه الهلال إنما هو نهار الليلة السابقة على الليلة التي يرى فيها الهلال في النصف الآخر. اما نهار الليلة التي يرى فيها الهلال فهو النهار القادم الذي يبدأ بعد انتهاء هذه الليلة التي رؤي فيها الهلال، وهذا بالإضافة إلى وضوحه العرفي والعقلائي والعلمي أكدتْه الروايات الكثيرة التي سيشير سيدنا السيستاني( دام ظلّه) إلى بعضها في النصّ أعلاه.

وثانياً: لو صحّ ما ذكره( دام ظلّه) من الإشكال، لورد على مبناه أيضاً بنحو من الأنحاء، وذلك لأنّ خروج القمر من المحاق وبلوغه إلى الدرجة التي يمكن رؤيته قد يتحقق بالنسبة لكثير من نقاط الأرض في النّهار- وإن منع من رؤيته ضوء الشمّس- فيلزم- بناء على هذا الاشكال- أن يكون النهار بداية الشهر القمري في تلك النقطة التي. أمكن فيها رؤية القمر وإن منع منها مانع كضوء الشمس، ولكنّه غير مضرّ لأنّه كالغيوم والمرتفعات الجبلية التي لا تضرّ بثبوت الهلال إن امكنت رؤيته على تقدير عدم المانع.

وثالثاً: لقد وضّحنا في بحثنا السابق في الرّسالة أنّ الملاك في بداية الشهر القمري الواقع موضوعاً للاحكام الشرعية ومنها وجوب صوم شهر رمضان ليس عبارة عن صرف خروج القمر من المحاق، بل الملاك في بداية الشهر الواقع موضوعاً للأحكام الشرعية هو ظهور الهلال لأهل الأرض، ولقد فصّلنا القول في ذلك وذكرنا الأدلة التي تثبت ذلك بالتفصيل، وبما أنّ الشهر القمري يبدأ من الليل، أي أنّ بدايته الليلة الأولى التي يظهر فيها الهلال لأهل الأرض وينتهي عند بداية الليلة التي يظهر فيها هلال الشهر التالي لأهل الأرض، فلا اعتداد بالهلال الذي يرى في النّهار إلا إذا كشف عن ظهوره في الليلة التي سبقت ذلك النّهار فتكون هي الليلة الأولى للشهر لكونها الليلة الأولى التي ظهر فيها هلال الشهر الجديد.

فقد اتضح أنّ ما ذكره( دام ظلّه) من لزوم كون النهار بداية الشهر القمري لنصف الكرة الأرضية على القول بوحدة الثبوت بين البلاد المتباعدة المشتركة في الليل الذي ظهر فيها الهلال، غير صحيح.

نعم، إنّ هناك شيئاً من التسامح في البيان المنسوب إلى سيدنا الأستاذ الخوئي في هذا المجال أشرنا إليه في الرّسالة ولعل هذا التسامح هو الذي أدّى إلى ما أشكل سيدنا الإمام السيستاني عليه، ولكنّا ذكرنا التعديل الذي ينبغي أن يضاف إلى بيان سيدنا الأستاذ الخوئي( قدس سره) لكي يسلم نجياً من الإشكال، وتامّاً في إثبات المقصود فليراجع. 1

( 1) راجع متن الرسالة: 53- 50.

اسم الکتاب : ثبوت الهلال في الأماكن المتباعدة المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست