اسم الکتاب : ثبوت الهلال في الأماكن المتباعدة المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن الجزء : 1 صفحة : 86
[جواب الامام السيستانى (دام ظله)]
الجواب:
قال السيد الخوئي (قدس
سره) في الاستدلال على مختاره:
«أنّ الشهور القمرية
إنمّا تبدأ على أساس وضع سير القمر واتخاذه موضعاً خاصاً من الشمس في دورته
الطبيعية، وفي نهاية الدورة يدخل تحت شعاع الشمس، وفي هذه الحالة (حالة المحاق) لا
يمكن رؤيته في أية بقعة من بقاع الأرض وبعد خروجه عن حالة المحاق والتمكن من رؤيته
ينتهي شهر قمري، ويبدأ شهر قمري جديد.
ومنالواضحأنّ
خروجالقمر منهذا الوضعهو بدايةشهر قمريّ جديد لجميعبقاعالأرض على
اختلافمشارقها ومغاربها، لا لبقعةدون أخرى، وإنكانالقمر مرئيّاً فيبعضها
دونالآخر؛ وذلكلمانعخارجيّ كشعاعالشمسأو حيلولة بقاع الأرضأو ما شاكل ذلك،
فإنّهلا يرتبط بعدم خروجه من المحاق، ضرورة أنه ليس لخروجه منه أفراد عديدة،
بلهو فرد واحد متحقّق فيالكون، لا يعقل تعدّده بتعدّد البقاع؛ وهذا بخلاف طلوع
الشمس، فإنّه يتعدّد بتعدّد البقاع المختلفة، فيكونلكل بقعة طلوعخاصّ بها.
وعلى ضوءِ هذا البيان
فقد اتّضحأنّ قياس هذه الظاهرة الكونيّة بمسألة طلوع الشمسو غروبها قياس
معالفارق، وذلكلأنّ الأرض بمقتضى كُرويّتها تكون بطبيعة الحال لكل بقعة منها
مشرق خاصّ ومغرب كذلك، فلا يمكن أنيكون للأرض كلها مشرق واحد ولا مغرب كذلك؛ وهذا
بخلاف هذه الظاهرة الكونيّة- أي خروج القمر عن منطقة شعاع الشمس- فإنّه لعدم
ارتباطه ببقاع الأرض وعدم صلتهبها لايمكن أنيتعدّد بتعدّدها.
اسم الکتاب : ثبوت الهلال في الأماكن المتباعدة المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن الجزء : 1 صفحة : 86