تقدّم
في «شجرة» رواية الكشّيّ عنه. و ذكرنا هناك بعضها. و يستفاد منها مدح عظيم له.
و
فيها أنّه أمره الإمام الصادق عليه السلام بالتعشّي عنده، فجاء، فتعشّى عنده.
فلمّا كان الليلة القابلة لم يذهب إلى الإمام، فأرسل إليه الإمام فقال: مالك لم
تأتني البارحة؟ قد شفقت عليّ؟ فقال: لم يجئني رسولك، فقال: أنا رسول نفسي إليك، ما
دمت مقيما في هذه البلدة، أيّ شيء تشتهي من الطعام؟ قلت: اللبن. فاشترى الإمام من
أجله شاة لبونا. قال:
فقلت
له: علّمني دعاء. قال: اكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم. يا من أرجوه ....[1]
و
الظاهر أنّ ما تضمّنه من ألطافه عليه السلام لا تصدر منهم إلّا إلى المؤمن الخالص
الثقة الأمين.
[661]
محمّد بن سالم بيّاع القصب
زيديّ.
روى
الكشّيّ ملخّصا أنّه قال الصادق عليه السلام: بينا أنا اصلّي إذا رجل من أهل
الكوفة من طائفة أسلم من الزيديّة على رأسي، قلت: يا أخا أسلم من تعرف منهم؟ قال:
أعرف
خيرهم و سيّدهم و أفضلهم هارون بن سعيد.[2]
قال: قلت: يا أخا أسلم، رأس العجليّة؟! أما سمعت اللّه عزّ و جلّ:
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ
ذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا؟![3]
و أنّما هو الزيديّ حقّا، محمّد بن سالم بيّاع القصب.[4]