لكن روى الكشّيّ بسنده عن عبد
الحميد بن أبي الديلم، قال: كنت عند أبي عبد اللّه صلوات اللّه عليه. فأتاه كتاب
عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم و كتاب الفيض بن المختار و سليمان بن خالد،
يخبرونه أنّ الكوفة شاغرة برجلها،[1] و أنّه إن أمرهم أن يأخذوها،
أخذوها. فلمّا قرأ كتابهم، رمى به، ثمّ قال: ما أنا لهؤلاء بإمام. أما علموا أنّ
صاحبهم السفيانيّ؟[2]
أقول-
مضافا إلى ضعف سنده بعبد الحميد-: إنّ الرواية لا تدلّ على ذمّهم بحيث يخرجهم عن
الاعتماد، بل مفاده مناف للتقيّة، فلذا رمى به. و لعلّ «ما» استفهام لا نفي. أي:
مع
أنّي إمامهم، لم لا يعملون بالتقيّة؟! و لو كان المراد نفيا لكان المراد نفي
الرئاسة و الخلافة الموجبتان لأمرهم بأخذ الكوفة و نفي كونه إماما يخرج بالسيف.
و
أخوه محمّد، سيأتي. و أمّا بكر بن محمّد، تقدّم أنّه من بيت جليل.
[388]
عبد الصمد بن بشير العراميّ العبديّ الكوفيّ
من
أصحاب الصادق عليه السلام. ثقة ثقة بالاتّفاق.
[389]
عبد العزيز بن المهتدي القمّيّ
روى
الكشّيّ روايات فى مدحه:
منها:
عن جعفر بن معروف، قال: حدّثني الفضل بن شاذان أنّه قال: ما رأيت قمّيّا يشبهه فى
زمانه.
و
فى رواية اخرى قال: خير قمّيّ فيمن رأيته. و كان وكيل الرضا صلوات اللّه عليه.
و
فى مكاتبة اخرى لأبى جعفر صلوات اللّه عليه قال: كتب: قبضت ما فى هذه الرقعة، و
الحمد للّه، و غفر اللّه ذنبك، و رحمنا و إيّاك، و رضي اللّه عنك برضائي عنك.[3]
و
في ترجمة يونس عن الفضل بن شاذان قال: حدّثني عبد العزيز بن المهتدي، و كان خير
قمّيّ رأيته. و كان وكيل الرضا عليه السلام و خاصّته. قال: سألت الرضا عليه السلام
فقلت:
[1] . شغر البلد شغورا: إذا خلى من حافظ يمنعه. و الرجل
بالفتح: المراجل.