مقطوع الصدور و فيه مضافا إلى
أنه لا تثبت القطعية في غير الكتب الأربعة أن محل الاستشهاد لذلك في عبارة الكافي
هو قوله (قدس سره): «و قلت: إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع جميع فنون علم
الدين ما يكتفي به المتعلم، و يرجع إليه المسترشد، و يأخذ منه من يريد علم الدين
بالعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام»[1].
و
لا يخفى أنه يرد عليه، أولا: إنه ليس له ظهور في كون جميع
ما في الكتاب صحيحا بل غايته الدلالة على أن المريد للعمل بالأخبار الصحيحة يكفي
له هذا الكتاب، و ثانيا: إنه على تقدير تسليمه ظهور غير مفيد
للعلم بأنه مراده، و ثالثا: إن الصحة غير العلم [بالصدور]، و
رابعا: إنه على تقدير تسليمه لا يفيد القطع لنا بل غاية دعويه حصوله له و أما
عبارة الفقيه هو قوله: «و لم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدت
إلى إيراد ما أفتي به و أحكم بصحته و أعتقد فيه أنه حجة بيني و بين ربي تقدس ذكره
و تعالت قدرته و جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول و إليها المرجع
مثل كتاب حريز بن عبد اللّه ... الخ»[2]، و هذه
صريحة في أن مراده حجية