و
نحن عجالة نقتصر بهذا النموذج من إيعازات الشيخ و بعض آخر من متقدّمي الأصحاب-
رضوان اللّه عليهم- الى مراسيل ابن أبي عمير في إثبات الأحكام المذكورة، و المتتبّع
في خلال أبواب الفقه المتفرّقة في كتب الشيخ- رحمه الله- يعثر على ما هو أكثر من
ذلك، و يجد كمّيّة وافية من الصغريات تكشف كشفا قطعيا عن أنّه- قدّس سرّه- كان على
مرصد منيع عند إصدار كبراها.
و
أمّا تحقيق حجّية مراسيل هؤلاء الثلاثة فسوف يأتي إن شاء اللّه تعالى، و إنّما
النظر في هذا الأمر- الأمر الخامس- الى بيان تطبيقات الكبرى في كلمات مدّعيها
تعزيزا لها.
ما
يناقش به في نقض الكبرى الأمر السادس
قد
يقال: إنّ الشيخ (رحمه الله) بنفسه قد نقض تلك الكبرى التي ذكرها في العدّة و
تطبيقاتها بما ذكره في التهذيب و الاستبصار في باب العتق، حيث قال: و أمّا ما رواه
ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن زرارة، عن أبي جعفر- عليه السلام- قال:
«السائبة
و غير السائبة سواء في العتق»[2] فأوّل ما
فيه: أنّه مرسل، و ما هذا سبيله لا يعارض به الأخبار المسندة. انتهى. فبهذه
المناقشة يمكن سدّ باب تلك الكبرى و انهدامها.
إلّا
أنّ هذا القول يندفع أوّلا: بأنّ كتاب العدّة المودعة فيه تلك الكبرى صنّفه الشيخ-
قدس سره- بعد كتابيه التهذيب و الاستبصار، و السند ما ذكره في العدّة قريبا من
أواخر الفصل في ذكر خبر الواحد بقوله: و قد ذكرت ما ورد عنهم عليهم السلام في
الأحاديث المختلفة التي يختصّ الفقه في كتابي المعروف: الاستبصار و في كتاب: تهذيب
الأحكام