الحمد
لك اللهمّ على أن بعثت الينا رجالا لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكرك و اقامة دينك
و سنتك، و أزكى صلواتك و أبلغ رضوانك عليهم، و على رجال يشاهدون على الأعراف
يعرفون كلا بسيماهم، الذين أذهبت عنهم الرجس و طهّرتهم تطهيرا، و هم الهداة
الأربعة عشر، أوّلهم محمد، و أوسطهم محمد، و آخرهم محمد، و كلّهم محمد، برواياتهم
تعلّم الناس الكتاب، و بأحاديثهم عرف الدين العباد أولوا الألباب، و بأخبارهم و
سيرتهم الثابتة بالنصوص زكيت النفوس.
و
بعد فإنّ تثقيف تلاميذ مدرسة الاجتهاد و الاستنباط لأحكام الشرع المديرة لشؤون
المجتمع البشرى دينا و دنيا اقتضى زيادة اهتمام في النظر الى علوم تمهيدية و
مبادىء تصديقية، منها علمي: الرجال و الدراية، لأجل سدّ الحاجة الماسّة الى معرفة
ما هو المعتبر من الأخبار المنقولة من الأئمّة الأطهار صلوات الله عليهم مدار
الليل و النهار، فتكفّل أهلها لتنظيم قسم كبير من الكتب الدرائية و الرجالية
القيّمة التي يلزم الخبير أن يحدّ نظره اليها؛ لتشخيص القدير من الحقير، و لتمييز
القوىّ من الضعيف الكسير.
و
بسبب التحقيق و التحفير لبعض الزوايا الواسعة لهذا المبدأ ربما كشف اعتبار جمع