responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آداب المتعلمين و المسترشدين المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 52

نصيحة لطالب المقدّمات‌

أنا طالب علم في مرحلة المقدمات أرجو منكم النصيحة.

باسمه تعالى: اغتنم فرصة الشباب ووقتك الثمين في الدراسة[1]، وكما ينبغي السعي في اكتساب الكمالات الأخلاقية عليك الجد في اكتساب العلم أيضاً، وعليك باختيار الاستاذ البارز في الجانب العلمي والأخلاقي حتى تستفيد من علمه وعمله، واجتنب المجالس التي تنسيك ذكر الله، وليكن قصدك من الدراسة خدمة الدين والمذهب في المستقبل‌[2]، واعلم‌


[1] ينبغي لطالب العلم أن يغتنم جميع فرصه للتعلّم ويكون حريصاً عليها.

قال الشهيد رحمه الله في ذلك عند ذكر آداب المتعلّم:« أن يكون حريصاً على التعلّم مواظباً عليه في جميع أوقاته ليلًا ونهاراً سفراً وحضراً ولا يذهب شيئاً من أوقاته في غير طلب العلم إلّابقدر الضرورة لما لابدّ منه من أكل ونوم واستراحة يسيرة لإزالة الملل ومؤانسة زائر وتحصيل قوت وغيره ممّا يحتاج إليه أو لألم وغيره ممّا يتعذّر معه الاشتغال فإنّ بقيّة العمر لا ثمن لها ومن استوى يوماه فهو مغبون. وليس بعاقل من أمكنه الحصول على درجة ورثها الأنبياء ثم فوتها ومن هنا قيل: لا يستطاع العلم براحة الجسد وقيل: الجنة حفّت بالمكاره. وقيل: ولابدّ دون الشهد من ألم النحل».[ منية المريد، ص 106]

[2] لابدّ لطالب العلم من إخلاص نيّته في التعلّم.

قال الشهيد رحمه الله في ذلك:« هذه الدرجة- وهي درجة الإخلاص- عظيمة المقدار كثيرة الأخطار دقيقة المعنى صعبة المرتقى، يحتاج طالبها إلى نظر دقيق وفكر صحيح ومجاهدة تامّة وكيف لا يكون كذلك وهو مدار القبول وعليه يترتّب الثواب وبه تظهر ثمرة عبادة العابد وتعب العالم وجدّ المجاهد. ولو فكر الإنسان في نفسه وفتش عن حقيقة عمله لوجد الإخلاص فيه قليلًا وشوائب الفساد إليه متوجّهة والقواطع عليه متراكمة سيّما المتّصف بالعلم وطالبه فإنّ الباعث الأكثري- سيّما في الابتداء لباغي العلم- طلب الجاه والمال والشهرة وانتشار الصيت ولذة الاستيلاء والفرح بالاستتباع واستثارة الحمد والثناء» إلى أن قال:« وبالجملة فمعرفة حقيقة الإخلاص والعمل به بحر عميق يغرق فيه الجميع إلّاالشاذّ النادر المستثنى في قوله تعالى:« إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ» فليكن العبد شديد التفقّد والمراقبة لهذه الدقائق، وإلّا التحق بأتباع الشياطين وهو لا يشعر».[ منية المريد، ص 46 و 48]

اسم الکتاب : آداب المتعلمين و المسترشدين المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست