responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آداب المتعلمين و المسترشدين المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 131

آداب قبل شروع الدرس‌

من سمات الفقيه المقدس الميرزا التبريزي قدس سره سعيه الحثيث إلى إيصال رسالته للآخرين لاسيما تلامذته بكل حركة من حركاته وسكناته، فكانت أعماله هادفة ولايصدر منه فعل أو قول أمام الناس إلا عن دقة وحساب فائقين غالباً[1]، فإذا ما دخل المسجد الأعظم لإلقاء دروسه صلى ركعتين ثم رفع يديه إلى السماء للدعاء ثم يرتقي المنبر لإلقاء دروسه، وكان لهذا العمل الأثر البالغ في روحية الطلبة؛ حيث كانوا يشاهدون بأعينهم هذا المرجع بهذه المرتبة العظيمة وبهذا العلم الغزير يجثو قبل إلقاء درسه في ساحة القدس الإلهي ليطلب المدد والعون، وهذا بحدّ ذاته رسالة إلى جميع‌


[1] لابدّ للمعلّم أن يهتمّ بظاهر أعماله وأفعاله أيضاً.

قال الشهيد رحمه الله في ذلك:« أن يحترز من مخالفة أفعاله لأقواله وإن كانت على الوجه الشرعي مثل أن يحرّم شيئاً ويفعله أو يوجب شيئاً ويتركه أو يندب إلى فعل شي‌ء ولا يفعله وإن كان فعله ذلك مطابقاً للشرع بحسب حاله فإنّ الأحكام الشرعيّة تختلف باختلاف الأشخاص كما لو أمر بتشييع الجنائز وباقي أحكامهم وأمر بالصيام وقضاء حوائج المؤمنين وأفعال البرّ وزيارة قبور الأنبياء والأئمة ولم يفعل ذلك لاشتغاله بما هو أهمّ منه بحيث ينافي اشتغاله بما يأمر به ما هو فيه والحال أنّه أفضل أو متعين وحينئذ فالواجب عليه مع خوف التباس الأمر أن يبيّن الوجه الموجب للمخالفة دفعاً للوسواس الشيطاني من قلب السامع» إلى أن قال:« وبالجملة فمثل العالم والمتعلّم في انتقاشه بأخلاقه وأفعاله مثل الفصّ والشمع فإنّه لا ينتقش في الشمع إلّاما هو منقوش في الفص وقد شاهدنا هذا عياناً في جماعات من طلبة العلم مع مشايخهم على اختلاف أفعالهم وأخلاقهم».[ منية المريد، ص 77]

اسم الکتاب : آداب المتعلمين و المسترشدين المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست