responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 131

بسمه تعالى: المراد من الأقدمية في الخلق هو نوريته لابدنه العنصري، وقد تقدم أن اللّه سبحانه هو الذي خلق المخلوقات، يقول اللّه سبحانه: (ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَكِيلٌ)[1]، الوكالة لاتمنع الاستنابة في الخلق، و هذا ظاهر آيات كثيرة لامجال لذكرها، و خلق بعض الأشياء من بعض كخلق المضغة من العلقة، و خلق الجنين من المضغة ليس معناه أن خالق الجنين هو المضغة، بل اللّه خلقه منها، ومن ذلك يظهر أن ما في بعض الروايات من أن:

«شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا»[2]

أو أن اللّه خلق من نورهم بعض الخلق ليس معناه أن فاضل الطينة أو نورهم هو الخالق، بل الخالق هو اللّه كخلقه الإنسان من الطين، واللّه العالم.

الأئمة (عليهم السلام) عالمون بما علمهم اللّه‌

* ينسب إلى سماحتكم أنّكم تعتقدون بأنّ علم النبي والأئمة الهداة (عليهم السلام) علم حضوري وليس حصوليّاً، وأنّهم محيطون بكلّ ما يعلمه اللّه سبحانه، وإنّ علمهم (عليهم السلام) علم حضور وإحاطة لاعلم حصول وإخبار. وبأنّهم (عليهم السلام) يخلقون ويرزقون ويحيون ويميتون، وكلّ ذلك بالقدرة الموجودة فيهم على فعل هذه الأشياء، فما مدى صحة ما نُسب إليكم؟

بسمه تعالى: هذه النسبة غير صحيحة، نحن نعتقد إجمالًا بأنّهم عالمون بما علّمهم اللّه تعالى تفضّلًا منه عليهم، وتكرّماً لهم وإجابةً لما يحتاجون ويحتاج الناس إليه، ولهم الولاية التكوينية إجمالًا، وهم فاعلون بإذن اللّه التكويني فيما هو صلاح عندهم، واللّه هو الخالق الرازق المحيي المميت.


[1] سورة الأنعام: الآية 102.

[2] بحارالأنوار 303: 53.

اسم الکتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست