responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج البلاغه المؤلف : صبحي صالح    الجزء : 1  صفحة : 95

الخطبه 64

موضوع الخطبه

و من خطبه له علیه السلام فی المبادره إلی صالح الأعمال

متن الخطبه

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ بَادِرُوا آجَالَکُمْ بِأَعْمَالِکُمْ [1] وَ ابْتَاعُوا [2] مَا یَبْقَی لَکُمْ بِمَا یَزُولُ عَنْکُمْ وَ تَرَحَّلُوا [3] فَقَدْ جُدَّ بِکُمْ [4] وَ اسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ أَظَلَّکُمْ [5] وَ کُونُوا قَوْماً صِیحَ بِهِمْ فَانْتَبَهُوا وَ عَلِمُوا أَنَّ الدُّنْیَا لَیْسَتْ لَهُمْ بِدَارٍ فَاسْتَبْدَلُوا فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَخْلُقْکُمْ عَبَثاً وَ لَمْ یَتْرُکْکُمْ سُدًی [6] وَ مَا بَیْنَ أَحَدِکُمْ وَ بَیْنَ الْجَنَّهِ أَوِ النَّارِ إِلاَّ الْمَوْتُ أَنْ یَنْزِلَ بِهِ وَ إِنَّ غَایَهً تَنْقُصُهَا اللَّحْظَهُ وَ تَهْدِمُهَا السَّاعَهُ لَجَدِیرَهٌ بِقِصَرِ الْمُدَّهِ وَ إِنَّ غَائِباً یَحْدُوهُ [7] الْجَدِیدَانِ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ لَحَرِیٌّ [8] بِسُرْعَهِ الْأَوْبَهِ [9] وَ إِنَّ قَادِماً یَقْدُمُ بِالْفَوْزِ أَوِ الشِّقْوَهِ لَمُسْتَحِقٌّ لِأَفْضَلِ الْعُدَّهِ فَتَزَوَّدُوا فِی الدُّنْیَا مِنَ الدُّنْیَا مَا تَحْرُزُونَ بِهِ أَنْفُسَکُمْ غَداً [10] فَاتَّقَی عَبْدٌ رَبَّهُ نَصَحَ نَفْسَهُ وَ قَدَّمَ تَوْبَتَهُ وَ غَلَبَ شَهْوَتَهُ فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ وَ أَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ وَ الشَّیْطَانُ مُوَکَّلٌ بِهِ یُزَیِّنُ لَهُ الْمَعْصِیَهَ لِیَرْکَبَهَا وَ یُمَنِّیهِ التَّوْبَهَ لِیُسَوِّفَهَا [11] إِذَا هَجَمَتْ مَنِیَّتُهُ عَلَیْهِ أَغْفَلَ مَا یَکُونُ عَنْهَا فَیَا لَهَا حَسْرَهً عَلَی کُلِّ ذِی غَفْلَهٍ أَنْ یَکُونَ عُمُرُهُ عَلَیْهِ حُجَّهً وَ أَنْ تُؤَدِّیَهُ أَیَّامُهُ إِلَی الشِّقْوَهِ نَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَنْ یَجْعَلَنَا وَ إِیَّاکُمْ مِمَّنْ لاَ تُبْطِرُهُ نِعْمَهٌ [12] وَ لاَ تُقَصِّرُ بِهِ عَنْ طَاعَهِ رَبِّهِ غَایَهٌ وَ لاَ تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَدَامَهٌ وَ لاَ کَآبَهٌ.


[1] 578. «بَادِرُوا آجالَکُم بأعمالِکُمْ»أی: سابقوها و عاجلوها بها.

[2] 579.ابتاعوا: اشتروا ما یبقی من النعیم الأبدی، بما یفنی من لذه الحیاه الدنیا و شهواتها المنقضیه.

[3] 580.الترحّل: الانتقال، و المراد هنا لازمه، و هو: إعداد الزاد الذی لا بد منه للراحل.

[4] 581.جُدّ بکم: أی حثثتم و أزعجتم إلی الرحیل.

[5] 582.أظَلکم: قرب منکم من کأنّ له ظلا قد ألقاه علیکم.

[6] 583.سُدیً: مهملین.

[7] 584.یحدوه: یسوقه، و الجدیدان اللیل و النهار.

[8] 585.حَرِیّ: جدیر.

[9] 586.الأوْبَه: الرجعه.

[10] 587. «ما تَحْرُزُون به أنفسَکُمْ» أی: تحفظونها به.

[11] 588.یُسوِّفها: یؤجّلها، و یؤخرها.

[12] 589.لا تُبْطِرُهُ النعمه: لا تطغیه، و لا تسدل علی بصیرته حجاب الغفله عما هو صائر إلیه.

اسم الکتاب : نهج البلاغه المؤلف : صبحي صالح    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست